ملهمة على عتبة القصيد بقلم الشاعر بديع عاصم الزمان

 ---


ملهمةٌ على عتبةِ القصيد


على عتبةِ داركِ، بستانٌ يهمس،

نوارُه يشدو بلحنِ البلبلِ السَحَرِي،

مُعتّقٌ بمسكِ الليلِ،

وياسمينٌ يُذيبُ صمتهُ في العسلِ،

وأقحوانٌ يُزهِرُ قافيةً على الجدارِ الوفي.


ونبعُ الكلامِ يهمي،

كأنّه طيرٌ يُرتّلُ ترانيمَ الندى،

جداولُ الحياةِ تُغني،

وخريرُ الماءِ عزفٌ لا يُرى،

وفراشاتُ الفجرِ ترقصُ في ضوءِ الرجاءِ.


الظلالُ تتسللُ كوشاحِ نورٍ على فسيفساءِ الطلِّ،

وقطراتُ الغيمِ حكايا تتناثرُ،

توشوشُ الريحُ سرًّا،

لا ينقضي في دروبِ العابرين.


خُطايَ ترسمُ بريشةِ لوحاتٍ خفية،

كأنها دعاءٌ يُنبتُ صمتًا في الحنين.


أنتِ...

يا سيدةَ البهاءِ، يا بريقَ الحياءِ،

جلالُكِ تاجُ الفجرِ،

ووجهُكِ نورٌ يُذيبُ ظلالَ الغيمِ.


هل تُصغين؟

النورُ فوقَ الجبينِ

يجيدُ كتابةَ صمتِ الديارِ،

والأرضُ تنبضُ بألوانٍ لا تَموت.


البستانُ يُنشدُ قصائدَ خُلودٍ،

النجومُ تغفو على شرفاتِ السحاب،

والظلالُ ترقصُ في سكونِ الليالي.


من بينِ العشبِ، يخضرُّ النبضُ،

يرشفُ من حروفِ القصيدةِ رحيقًا،

كأنّ الكلامَ شذى،

وذوقُ الشعرِ حلاوةُ العسلِ من زهرِ الصمت.


فانسكبتْ فوقَ روحهِ رقاقاتُ وردٍ،

تعطرُ امتنانًا كمن نالَ حبَّ الطبيعةِ.


سيدةٌ على عتبةِ بيتي،

تسألُني بيتًا،

يحملُ نغمةً صافيةً،

تغني للحياة،

وتشيدُ للصمتِ مقامًا،

وترشدُ الخلقَ لمسارِ الفجرِ الموعود.


بديع عاصم الزمان

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال