انت القمر .بقلم الشاعرة زكية تيرك

 أنتِ القمر...


أنتِ القمرُ الذي أنار دربَ أشواقي

وسكنَ حدقةَ عيني،

وأيقظَ نبضَ قلبي برِقّةِ خجلِكِ الساحر،

فكنتِ أنثى الحبِّ الأولى...

وكنتُ الحالمَ بكِ في كلّ حلم،

يا من صرتِ بعد أمي... كُلّ أنثى.


يا سلوى القلب،

ويا طلعَ الصباحِ المبتسم،

كنتِ تهلين في فجري

كما يطلّ القمرُ،

لينثرَ نوره على أيامي،

ويطيلَ في عمري.


بكِ أُحلّقُ في سماوات الشعر،

فأنتِ القصيدةُ،

وأنتِ خمرُ المعاني،

ووهجُ الكلامِ إذا خرسَ الحرفُ عن البوح.


يا بهجةَ عمري،

ويا وردةً غُرستْ قربَ نبضِ قلبي،

ناورتكِ النجماتُ من حولي،

لكنّكِ كنتِ النجمَ الأوفى،

وكلّ همّي... وكلّ أملي.


لم تهوَ عيني صباحًا إلاّ طلّتِك،

ولا اشتهاها الضوءُ إلا حين أقبلتِ،

يا قُرّة عيني ومسكَنَ الهوى،

كان مسكني يقابلُ مسكنكِ،

والقلبُ تربّى على أنفاسكِ،

وصار الحلمُ لا يكتملُ إلا بكِ.


هلمي،

اسعفي قلبًا متيّمًا بهواكِ،

فأنتِ كُلّ حلمي،

ورحمَ اللهُ من ربّاكِ...

فهو من وهبكِ لي،

وأهداني بكِ الحياة.


إن كنتِ القمر،

فأنا ظلّهُ العاشق،

أعيش على نوركِ،

وأرتوي من طيفكِ،

فلا تبتعدي...


فكلّما ابتعدتِ،

ينطفئ الليل،

ويَخرسُ الشعر،

ويغفو قلبي في ألمٍ لا يُقال.


الشاعرة زكية عبد الله ترك

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال