---
ضيق
بقلم.. فتحي الصيادي
قلبٌ يكادُ يَنفجرُ... لكنهُ صامتْ
ونفسٌ تلوذُ بنفسِها،
كي تلتقطَ أنفاسَها،
وتعيشَ الحياةَ، وإن ضاقتْ
كأنَّ الجوفَ فيهِ حريقْ
لا أنا قادرٌ على إطفائِه،
ولا أبلعُ الريقْ
كلُّ ما حولي خطأٌ فاضحٌ
وكلُّ أمرٍ، في عيوني، مُريبْ
نفسي تأبى ما ترى،
وأنا صابرٌ... أكتمُ اللهيبْ
أخافُ من صبري إذا انتفضَ،
إذا رَفَسَ،
إن تكالبتِ المحنُ،
واشتدَّ الخناقْ،
ولا أحدٌ يُقِرُّ بالحقِّ
والباطلُ يعزفُ أوتارَهُ،
والناسُ تصفقُ لهُ بالأحداقْ
تبحثُ عن نصيرٍ...
لكن الضمائرَ في سباتْ
كأنَّهم يحبون الشقاء،
ويرتعونَ في المِحنِ والشتاتْ
أراهم أحياءً بلا حياةْ
وضيقٌ يحاصركَ من كلِّ الجهاتْ
وأنتَ تدفعُ الرهانْ،
ثم تبقى، في المحصلة،
خاسرَ الميزانْ
الناسُ تغيَّرتْ...
صرنا نحاورُ الهذيانْ
تحملُ همًّا فوقَ همٍّ،
وتصفعكَ الرياحُ،
وتنثرُ في وجهِكَ الغمَّ والدخانْ
فلكي تستمرَّ...
عليك أن تنظرَ وقلبُك يحترقْ
أو يكونَ قلبُكَ من ورقْ
هكذا هي دنيانا،
وهذا... حالُنا.