سَادتِي ومُعتقَدِي
***
خِيرَة الخَلقِ بَعدَ المُصطفَى شَرَفًا
سَارُوا عَلى نَهجِهِ العَدلِيّ فِي رَغَدِ
كُلّ الصَحَابة سَادتِي ومُعتَقدِي
ومَا عَليّا فِي ذَاكَ عَارُ ولا رَدِي
منهم أَبُو بكرٍ الصِّدّيقُ قد نَطَقَتْ
بالصّدقِ أفعالُه في السِرِّ والعَلَنِ
وعُمرُ الفاروقُ نُورُ العَدلِ مَدرَسةٌ
بالحقِّ ينطِقُ لا يَخْشَى مِن الأَسَدِ
وعُثمانُ الحييُّ الخيرُ قد شَهِدتْ
لَهُ الملائكةُ في صَومٍ وفي سُجُدِ
وعليُّ الكرّارُ سيّدُ أهلِ بَصِيرَةٍ
بابُ العُلومِ، رفيعُ القَدرِ والمَجَدِ
والسّبقُ للكلِّ دونَ الغَمزِ أو حَسَدٍ
فاللهُ زكّاهُمُ في جَنةِ الخُلُدِ
هذي عَقِيدتُنا لا شَكّ نُظهِرُها
فيهَا النَجاةُ ونُورُ الدّربِ للسّدَدِ
قد زانَهُم ذِكرُهُم فِي الذِّكرِ مَنزلةً
وحَسبُهم فَخرُهُم في خَيرِ مُلتَحَدِ
سَارُوا كرَامًا على دربِ الهُدى شُهُبًا
يَهدُونَ مَن جاءَهم في الزمَنِ الكَمَدِ
نَشَرُوا الدُّعَوَةَ، وبالإيمانِ شَيّدُوا
صرحًا من النُّورِ فَوقَ الهَولِ والعَمَدِ
يا رَبّ فاشهدْ بأني في مَحبّتِهِم
أُرضِي الذي خَلَقَ الأرواحَ من كَبِدِ
فاليَومَ قَد كثُرَتْ فِتنٌ تُمزّقُنا
وضَاعَ مِنهَاجُنا في جَهلِ بِلا رَشدِ
وباسمِ دِينِهمُ، تُفتَى جَهالَتُنا
والشرُّ يُكسى بثوبِ الزُّهدِ والزُّبَدِ
لو كُنّا نَسلِكُ دَربَ الصّحبِ ما انتَكَسَتْ
رَاياتُنا بينَ أَذنابٍ من الرُّصُدِ
لكِن ترَكنا هُدَاهُم ثمّ مَا انتبَهتْ
قلوبُنا لِنداءِ الحقّ في الأَبَدِ
فاللّهُمَّ رُدّنا للنهجِ مُعتَصِمًا
بِالصّحبِ، سَيرًا على خطوِ الزُّاهِدِ
***
بقلمي
عزالدين الهمامي
بوكريم / تونس
الجمعة 04/07/2025