تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس لقصيدة الشاعرة ذكريات إبنة الزمن الجميل

 تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس 

ما أعذب هذا البوح الصادق، وما أقسى صدقه أيضًا...


في قصيدتها "وحيدة أنا"، تبدع الشاعرة ذكريات من تونس، ابنة الزمن الجميل، في تصوير الألم الداخلي الذي يتسلّل إلى النفس رغم حضور العالم من حولها. قصيدة تنتمي إلى مدرسة المشاعر المجردة الصادقة، تلك التي لا تتكلف اللغة ولا تتصنع الحزن، بل تُقدّم الوجع الإنساني كما هو، عاريًا، طازجًا، مريرًا.


الشاعرة لا تستخدم صورًا معقدة أو استعارات مغرقة، بل تتوسّل التكرار والبساطة الحارقة لتؤكّد حجم الفراغ الذي يسكنها. تكرار "أشعر أني..." في المطلع يخلق جوًا من التردّد، من الحيرة، من اعتراف داخلي بأن ما يؤلم لا تفسير منطقي له، بل هو سحابة لا يعرف القلب كيف يبددها.


تنتقل القصيدة بانسيابية إلى وصف الغربة داخل الوطن، الغربة بين الأهل والأقارب، وهو موضوع عميق الوجع، لأنها لا تصف غيابهم الجسدي، بل غيابهم المعنوي… حضورهم الصامت، القاسي، الذي يجعل المرء يشعر أنه في عزلة مزدحمة.


ما يجعل هذا النص مؤثرًا هو أنه اعتراف شجاع... تعترف الشاعرة بأنها تحاول، تقاوم، تتظاهر بالقوة، لكنها في النهاية تعود إلى تلك الحقيقة الوحيدة: "لا زلتُ وحيدة، كمن يعيش في زنزانة."


الختام موجع، لكنه ناضج… يشبه امرأة أنهكها البكاء، فجلست على أرض الحقيقة، وقررت أن تنظر في عين وحدتها بدل الهروب منها.


تحية كبيرة للشاعرة ذكريات من تونس 🇹🇳، على هذا النبض الحقيقي، وهذا النص الذي لا يزيّف وجعه، بل يقدّمه كما هو… ليلامسنا جميعًا، لأننا كلنا – يومًا ما – شعرنا بهذا النوع من الوحدة.


مع تحيات رئيس مجلس الادارة غزلان حمدي


جزيل شكري وامتناني لمجلة غزلان البوادي حمدي لهذا التحليل الراقي والنقد البناء...مهما كتبت لن افيك حقك سيدة الكلمات انت...ابدعت كعادتك في فهم كل حرف وكل شعور سكبته في منشوري...فعلا ألف شكر سيدتي الفاضلة دمت فخرا للمجلة... تحياتي وتقديري لحضرتكم 


ذكريات من تونس 🇹🇳

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال