اللونُ الرماديُّ ✍️ أحمد جاد الله
حديثٌ عنِ اللونِ الرماديْ
هو الحيرةُ بينَ المرادِ
ليسَ بذاكَ الأبيضِ البادي
ولا بالأسودِ الطاغي الفسادِ
لا تمشِ في دربِ الضبابِ مُحيّراً
يُفضي بصاحبهِ لِلَيلِ السوادِ
لا تجعلْ ضميرَكَ خافتاً
بينَ الأنامِ بلا سدادِ
باهتاً كالثوبِ الذي ابَتلِيَ
فقدَ البريقَ بلا عتادِ
ولا تكنْ في الناسِ مخادعاً
تُخفي القبيحَ عنِ العبادِ
وتطعنُ بالظهرِ بسهمِ الأحقادِ
بفعلٍ يتوارى خلفَ المرادِ
فالقولُ منكَ بلا بيانٍ
والفعلُ في دربِ فسادِ
فاجعلْ طريقَكَ بالصدقِ
نوراً يُضيءُ على كلِّ وادِ
واثبتْ على الحقِّ كالجبلِ
في وجهِ كلِّ المواقف الشدادِ
هو المرادُ وهوَ النجاةُ
في كلِّ قولٍ أوْ جهادِ
وتحلَّى بالخُلُقِ السامي
زينةَ للروحِ بين العبادِ
تاجٌ على الرأسِ لا يفنى
يبقى الجمالُ داخلَ الفؤادِ
فالعمرُ يمضي مثلَ برقٍ
وخيرُ ما يبقى هو الزادِ
دعْ عنكَ اللونَ الرمادي
كُنْ واضحَ القلبِ والفؤادِ
كُنْ أبيضَ الصفحةِ بيْنَ العبادِ
تلقَ السعادةَ في كلِّ وادِ
وتنلْ بينَ الناسِ حُسنَ الودادِ
وذكرى تفوحُ كطيبِ الروادِ
Ahmed gadallah