احتضارُ الشوق
بقلم.. فتحي الصيادي
الليلُ
يمدُّ يدًا نحو الصمتِ،
ويمزحُ بالعتمةِ
والنسماتُ
تهبُّ عليلة…
قمرٌ
والأنجمُ سُهْدٌ
يسهرُ حول هواهُ،
والريحُ
تداعبُ أغصانَ الأشجار.
وأنا
جرحي يهمسُ
وجعًا في صدري،
وأضلعي
تحتضنُ نارَ الفقدِ
وتنتظرُ الظلَّ
ولمسَ يدٍ
كانت قمرَ الليلِ البهيج.
كان له أريجُ الورد،
وعبقُ الذكرى
يسكنُ نبضي…
نقشَ
في الذاكرة أحلامًا
تهبطُ حين يحلُّ،
وتُشرقُ حينَ يجيء.
---
كفَيضِ نهرٍ في نيسان
شوقي
يمتدُّ بناري
ويعلنُ
في قلبي الحريق.
يا قلوبًا ولهانة
ضاق بها أفقُ الانتظار،
والوجعُ
يصرخُ
نشيدَ اللقاء.
طال المدى…
ماتتْ عيني من طول السهرِ،
والروحُ
اقتربتْ من حافةِ الاحتضار.
لا طيرٌ
يحملُ عني سرًّا،
لا رسلٌ
تُخبرُني بالمصير.
أسهَرُ…
والسهرُ
يمزّقُ أهدابَ الليل،
والنومُ
غادرَ عيني
وأقامَ بها الأرق.
متى القاك؟
لينهضَ
ربيعُ العمرِ من الأسرِ
وتعودَ
أوراقي نديّة…
وتتفجّرَ أزهارٌ
مع شمسٍ
تشرقُ
بعد طولِ الأسى.