خاطرة لها...آخر ما سأكتبه عنك/إليك ...
سأكون صريحا دقيق المعاني، كنت أعلم أنّك لا تفقهين كتاباتي...فهي تصدر من أعماق العدم صورا تعبيرية وصرخة من جرح مفتوح، ووجع من طعنة غدر في مفاهيم البراءة والعفوية... لم أكن أكتب أفكارا ولم أرسم لك لوحات متكاملة بل كانت تعكس حالات من الفوضى والضياع .. كلماتي كانت تعبر عن مشاوير العمر وعن روايات الفشل، ومع ذلك كنت دائما في انتظارك، وكنت ألملم أطراف ثوب الشمس عن جسد الطبيعة وأتوسل للقمر أن تضيء لي السماء، فحبيب قلبي على درب الهوى آت وأنا بلهفة الشوق أنتظر، كنت أراك بعين قلبي تشرقين في روحي كما بدر السماء...
حين التقينا أول مرّة، حدّقتُ في عينيك فامتدّ الفضاء... كان الطريق بغير قلبك مظلما... كنت أراك صورة للجمال... فأغمض عيناي علّي ألملم ما تناثر منّي . وكنت أفتّش عن مفردات في حضرة هذا الجمال...وفي كل مرّة تهرب مني الكلمات.... وقد أدركت أنّ جمالك صورة أراها حين أغمض عيناي فأشعر أنّني أحلّق في السماء أستنشق شذى الورد وعبق الزهور.. وأدركت أن حسنك صوت أسمعه حين أغلق أذناي، أسمع همسه كصوت قيثارة تصدح بأجمل الألحان... وينطق بأعذب الأصوات.
استنجدت بقلمي عساه يكتب ما عجزت عن قوله.. فليس أروع من أن تكتب عن الجمال وبالذات عندما يكون للجمال عنوان...أنت...أجابني القلم مرتجفا بين أصابعي.... هي امرأة استثنائية وهبها الله سحر الوجود... حضورها طاغ غيابها مربك… مؤثرة وقوية.. تهزم جيشا بكلمة منها... وترمي فارسا من على ظهر جواده بنظرة منها... تأسر الحواس.. تفتن العقول وتسرق الألباب...يتوه في بحرها أمهر البحارة.. يهيم في سحرها الكتاب والأدباء.. تغزّل بها الشعراء بقصائد بليغة... لكنهم لم يستطيعو وصف جمالها... نسجوا حولها الروايات والحكايات والأساطير والخرافات..لكنها بقيت لغزا عجزوا عن فك رموزه ... احتار في ذكائها العباقرة وخرّ أمامها الجبابرة..قوتها في ضعفها وصراخها في صمتها... نطقها من غير كلام ... تزلزل الأرض في كل قعود وقيام... تحسبها حمامة في لطفها... لكنها صقر جارح حين تحدّق في جمالها...
توقف القلم عن الكتابة وكأنه شعر بوجعي، واعتذر... هو يعلم أنّ مـن يعـرف الـشتـاء مثلـي لا يحـزن... ينسج من وقع الألم وشاح أمل بعد أن يـجمـع الحطـب الـذي فـي قلبـه ليتـدفـأ ويـحتـرق ...!!
-***خاطرة عابرة لا تعبر عن صاحبها***-