نص بقلم الاستاذ محمد أبو ياسين

 قصة قصيرة :

عند صوت آذان الفجر يستيقظ جدي كل صباح نشيطا خفيف الحركة ، يتوضأ بسرعة ثم يقصد الجامع و لسانه يلهج بالأذكار ، لا يشتكي جدي أبدا من شدة البرد في فصل الشتاء و لا يفتر صيفا متعللا بحرارة الصيف ، برغم تقدمه في السن لم أر جدي يوما تقاعس عن طاعته ، و لا يؤجلها ، إذا أفاق كل يوم يستيقظ مذعورا قلبه يخفق كأن بداخل صدره عصفورا في قفص يريد أن يخرج و يصبح طليقا ، و عن عودته من صلاته ترى في وجهه نورا عجيبا يضيء أساريره و محياه ، و كأن ذلك العصفور السجين قد إنطلق مسرعا خارج صدره حرا طليقا ، و ما أدركت سر هذه الأنوار التي كانت تغشى جدي و هو راجع إلينا بعد صلاة الفجر و كوكبة من النور تحوم حوله كأنه حوري من حواري الجنة ، لقد أيقنت أخيرا أن تلك هي أنوار الإستقامة و ضياء الإخلاص في حب الله تعالى .

✍️ محمد آبو ياسين / تونس

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال