قال عنترة العبسي :
لا يَحمِلُ الحِقدَ مَن تَعلو بِهِ الرُتَبُ
وَلا يَنالُ العُلا مَن طَبعُهُ الغَضَبُ
و قلت مجارياً :
عفواً و ألف اعتذارٍ منكَ عنترةٌ
فالحال سوءٌ و ضعفٌ لا كما يجب
قد يحملُ الذلّ من تعلو به الرتب
و قد ينالُ العلا من طاع يضطربُ
هذا الزمان زمان الشرك يحكمنا
أغثاءُ سيلٍ فما انشقّت لنا حجبُ
إنْ لم تكن عبد هودٍ لا تخالفهم
يأتيك تتبيرُ ممّن شاتنا حلبوا
و إن تساند مظلوماً تؤازره
أتاك جوعٌ و عضّت لحمك النيب
يا همّنا قد بدى إرضاء طاغيةٍ
و أمننا إن بني صهيون ما غضبوا
فلا العروبة باتت في مبادئنا
و الدين من جاهلٍ فتواه يكتسب
و الناس في فتن الشيطان قد غرقوا
صاروا أفاعي وفي أنيابهم عطبُ
قد قسّمتنا خفافيش الدجى فرقاً
لتزرع الغلَّ و البغضاءُ تلتهب
بعضٌ ببعضٍ وقد كانت ملاحمنا
يا يازجيُّ أراها غاصت الركب
كم عكّرت لمياه العرب صفوتها
و الصّيد خيراتنا و الأرض تنتهب
و بعد أن زيّنت للناس زخرفهم
زادوا خنا و إلى الطاغوت قد رغبوا
حكّامنا في ديار الكذب مجلسهم
و القدس تأبى دياراً سادها الكذبُ
للعزّ أهلٌ و ليسوا أهله أبداً
هم البلاءُ إلى قبحٍ قد انتسبوا
يا يوم قمّتهم ساءت مطامحهم
بالشجبِ قد بدأوا و الريب ينسكبُ
تباً على الشعر إذ ما فيه لعنهمُ
من قيح صهيونَ كأسَ الذلِ قد شربوا
محمد عبد اللطيف الحريري