المثلث المقلوب.الاستاذ الراقي حسين موسى.


 المثلث المقلوب

بقلمي د. حسين موسى


طِبْتَ فِي عِلْمِ الرُّمُوز رَمْزًا

أُحْيِيَتَ فِينَا مَا يَجِيشُ فِي الْقُلُوب

وَبَات ظُهُورك بِشَارَة مِن

اللَّهِ وَذَلِكَ تَحْقِيقُِ الْوُجُوب

وَصِرْتَ فِي الْأعْلَامِ عَلَمًا تُرْفَع

غَيْرَ مُنَكِّسٍ فِيك دَلَالَة الدُّرُوب

وَكُنْت حَتَّى الْأَمْسِ مُجَرَّد عَلَامَة

فِي الْحِسَابِ وَصِرْت فِينَا الْمَطْلُوب

مَا احْتَلّيتَ نَاصِيَةَ الْأَهْدَافِ أَوِ

أَعْتَلِيَّتِهَا إلَّا حَلَّتْ إرَادَة الْمَغْلُوب

فَكُنْت لِلْحَقّ مِشْكَاة تَرْتَجِى تُنِير

ديَأْجُير لَيْلٍ أَرْهَقَتْه الخُطوب

وَرَأْس سَهْمَك فِي الْأَرْضِ نَازِلٌ

مِنْ السَّمَاءِ حَيْثُ رَمْيُ عَلَّامِ الْغُيُوب

وَلَمْ تَكُنْ مُجَرَّدَ عَلَامَةٍ بَلْ رَمَزَ

مَرْحَلَة تُصَحِّحُ مَا مَضَى مَقْلُوب

وَإنْ شُبِّهَتَ بِمِرْسَاةِ سَفِينَةٍ

فَهِي الطُّوفَان قَدْ أَحْيِا الْقُلُوب

وَاَللَّه أَعْلَم بِعِبَادَه وَإِيَّانَ مُرْسَاهَا

وَعَلَيْنَا التَّيَمُّن بِنَهْجه كَاسْلوب

فَلَا تَأْخُذَنّ الْأَمْر لَهْوًا فَفِي بِلَادِ

الْغَرْبِ حَجْبَهَ بَات هَدَفاً مَطْلُوب

فَمَنْ تَخَطَّاه رَأْسُ الْمُثَلَّث قَدْ

 سَلِمَ وَإِلَّا ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ وَهُوَ لُغُوب

فَمِنْ عَلَمَ فِلَسْطِين تَمَثَّل رَأْسَه

أَحْمَرَ مَا جَعَلَهُ خَالٍ مِنْ الْعُيُوب

فَالْمُنْطَلَق لِلَّهِدف أَسَاسٌ يَسُوسُ

مَا قَدّرَ اللَّهُ بِهِ وَيُحِقّ الْمَطْلُوب

فَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى

حَتَّى يُثخَّن بِالْمُعْتَدِي وَهَذَا مَطْلُوب

فَإِنْ أَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ بِالْمِثْل

أَخْرِجُوهُمْ وَهَذَا مِقْيَاس الدُّرُوب

فَمَن يَسْكُت عَنْ حَقِّ اللَّهِ مَالِكِه

خِيَانَة وَصَاحِبُهَا الْإِرَادَة مَسْلُوب

وَمَنْ وَالَى مُعْتَدِيًا أَوْ سَكَتَ

فَهُوَ مِثْلُهُ وَيَأْتِي كَبَائِرِ الذُّنُوبِ

فِيا رَمَز الْحَقّ وَعِزَّة أُمِّة بِك

امَنْت وَاهْتَدَيْت أَنَّ الْحَقَّ لَا يَذوب

عَلَّمْتَنَا أَنْ لِلْبَاطِل جَوْلَة تَعْدُو

وَالْحَقُّ فجرلَا يَمْلك ليلهً إلاّ هًروب


د.حسين موسى

كاتب وشاعر وصحفي فلسطيني

.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال