قراءة نقدية...


 قراءة نقدية وتحليل نقدي بقلم الأستاذ الصحفي الشاعر محمد الوداني 


العنوان "مواعيد" يحمل دلالة زمنية ترتبط بالانتظار والتأمل، ويثير تساؤلات حول طبيعة تلك المواعيد، سواء أكانت مع الحياة، الأمل، الحلم، أو ربما الذات. يبدو أنه عنوان شامل، يفتح المجال أمام القارئ للبحث عن معنى محدد بين أسطر النص.


المضمون:

القصيدة تركز على رحلة الذات في مواجهة الزمن والمشاعر الداخلية. هناك توظيف واضح للصور الحسية والرمزية التي تمزج بين الحزن والشوق والأمل، وهو ما يعطي النص بعدًا عاطفيًا عميقًا. الشاعرة تستعين بالطبيعة (الشمس، الطير، النهر، الفراشات، القمر) كمرآة تعكس عواطفها وتجعل القصيدة تنبض بالحياة والوجدان.


الصور الشعرية

حروفي رست على شط البواح" تعبير عن استقرار الكلمة رغم الموج العاتي، ما يوحي بالثبات والاصرار.

- "أبحرت في حرم الأوزان.

 استخدام رائع للمجاز في وصف الكتابة، وكأنها رحلة روحية في عالم الشعر.

- "على ضفاف نهر الحب أرسم" تصوير جميل للتواصل بين الحب والإبداع، حيث يترجم القلب مشاعره إلى فن.

- "أعزف من نغمات الفراشات صوتًا ثائرًا" تعبير لطيف يجمع بين رقة الفراشات وقوة الثورة الداخلية.


كل هذه الصور الشعرية تعزز إحساس الشاعرة بالحيرة بين الاستقرار والرحيل، وبين الشوق والانتظار، وهو ما يعطي القصيدة أبعادًا متنوعة.


المعاني العميقة

تلامس القصيدة عدة موضوعات مثل:

- الانتظار والترقب: "في كل يومٍ أواعدُ مغيبًا" يشير إلى الانتظار المستمر والبحث عن بصيص أمل.

- الحب والجراح: الطير الذي "رفرفَتْ فوق الجِراحِ" يوحي بتداخل الألم مع السعي وراء الحب والحرية.

- الأمل والفرح: "أُضيءُ في ليالي الشّوقِ دربًا" و"وأسكُبُ في رحابِ الليلِ أملاً" يعكسان قدرة الشاعرة على مواصلة الرحلة رغم التحديات.

- الجناس: "أمضي الدّربَ في صبرٍ وشَوقٍ" تكرار الصوتيات يعطي انسجامًا رائعا

- الرمزية: "نهر الحب"، "الفراشات"، "القمر" كلها رموز تحمل دلالات عميقة تعكس الأمل، الحرية، والشوق.


الخلاصة:

قصيدة "مواعيد" هي نص شعري رقيق مليء بالصور الحسية والرمزية التي تعبر عن رحلة الذات في مواجهة مشاعر متداخلة من الحزن والشوق والأمل.


القصيدة تعكس حسًا عاطفيًا عميقًا،  واستطاعة الفنانين تلحينها والاستمتاع بها.

وتعد إضافة راقية ل الشاعرة الرقيقة عائشة ساكري 

مع تحيات الصحفي الشاعر  Waddeni Mohamed 


القصيدة.

 مواعيد


حروفي رست على شطِّ البَوَاحِ  

وغابت نِقاطها عن كلّ راحِ


أبحرْتْ في حَرَمِ الأوزان تَسْبَحُ  

وموجُ الحبرِ يغمرني مباح


أمضي الدّربَ في صبرٍ وشَوقٍ  

وفكري صادحٌ نحو الفَساحِ


في كلِّ يومٍ أواعدُ مغيبًا  

وأنتظرُ الشّفقَ على الصِّباحِ


شمسٌ همَّتْ نحو الغروبِ  

وطيرٌ رفرفَتْ فوقَ الجِراحِ


على ضِفافِ نهرِ الحبِّ أرسمُ  

لوحتي والقلبُ فيهِ افترَاحِ


أعزفُ من نَغَماتِ الفراشاتِ  

صوتًا ثائرًا من غيرِ فاحِ


وأرسلُ في نياطِ القلبِ شوقًا  

وأبكي في ليالي الانْفِتاحِ


أُنَاجي قمري والنّجمَ وحيدًا  

وأدعو وجدي يكفُّ عن الرّواحِ


أُضيءُ في ليالي الشّوقِ دربًا  

وأرسمُ في سماهُ الحبَّ لاحِ


وأسكُبُ في رحابِ الليلِ أملاً  

ينيرُ القلبَ في دربِ الفلاح


بقلمي.  عائشة ساكري _تونس 🇹🇳

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال