بقلمي المتواضع أسماء حميد عمور
نجاة ، قصة واقعية من صلب الحياة
هربت من نمط والديها ومن بشر أرغمها على سماع كلمة " عانس " ، كلمة تضعفها من حين لٱخر ، منزعجة مرتبكة غير راضية بواقعها المرير ، ضحت بعمرها وجمالها الذي كان بمثابة شعلة نادرة ، ولو في سن الأربعين ، إلا أن محياها كان يجذب الأنظار ، تزوجت رجلا يكبرها بثلاثين سنة دون حب أو عشق زواج جسد بلا روح ، كانت كلما تضاجعه تختفي منها تلك الابتسامة المشرقة البريئة ، وكأنها تغتصب تحت رقم حاولت أن تخفيه ، رقم صعب في مجتمع يؤمن بأن الزواج هدف للعيش ،ليس لتكامل إثنين على المحبة والمودة والرحمة .
أنجبت طفلة كرها دون رغبة ، فكانت المعاناة ممزوجة بالألم والحسرة والحزن.
خضعت للواقع أصبحت بين نارين ، نار زواج حطمها لأبعد حدود ، ونار فلذة كبد لا تعرف شيء عن تلك الأم المنهارة المكلومة ، كانت كلما تنظر في عيني زوجها المسن تغرورق عيناها دموعا وهي لا زالت تطمح بإكمال دراستها الجامعية ، " نجاة " كان إسمها متناقض مع قصتها الحزينة .
توالت الأيام والشهور وكافحت المسكينة من أجل ابنتها " راوية " إسم مشتق من رواية غامضة ، بطلتها أم منهكة تحدت نفسها ، وتحدت ظروفها الصعبة من أجل إكمال حياة لا بد لها أن تسير رغم قسوتها الأليمة .
قصة هروب محتم لكنه واقعي ، يستوجب دائما التريث والتفكير بتمعن واتزان قبل فوات الأوان .