مدينة الدموع وطائر الوقواق / في أقصى طريق الدموع والأحاسيس تقع مدينة الدموع حيث يجري بها نهر الدموع. الذي يكتظ بدموع أصحاب الآلام والاحزان والتي فاض بها عن آخره حيث تحمل أمواجه الأحاسيس والأشجان وكما تختلط الدموع ببعضها فإنَّ لكل دمعة سالت قصة تعبر عن أحزان صاحبها وأوجاعه وعلى ضفة نهر الدموع اليسرى تنبت أشجار الأسى وأشجارالندم وأشجار الجوى وأشجار الأسف حيث تروى من دموع الحزن التي يجري بها النهر وعلى الضفة اليمنى من النهر تنبت أشجار الفرح وأشجار السرور وأشجار البهجة وأشجار الغبطة وتروى من دموع الفرح القليلة التي يجري بها النهر ويحلق فوق نهر الدموع طائر الوقواق أخبث طيور العالم وهو طائر محتال حيث هذه بيئته الصالحة التي يعيش فيها ويتميز بخبثه حيث يضع بيضه في عِش طائر أخر ويتركه يفقس ليتولى الأخر رعايته ويقوم بحيل خبيثة لإيهام الطيور الأخرى أن هذا البيض بيضها ويقطن في المدينة أولئك الذين لم يستطيعوا الخروج من أحزانهم ينتظرون من يُخلصهم من هذا الأسر وكلما شاهدوا طائر الوقواق الخبيث قذفوه بما تمسكه أيديهم لكي يبتعد بخبثه عنهم حيث أنَّ ما بهم يكفيهم حتى أشجار الأسى والندم والجوى والأسف لاتقبل هذا الطائر الخبيث وإذا بأشجار الفرح والسرور والبهجة والغبطة تنادي على طيور السمامة حيث أنَّ هذه الطيور لا تلمس الأرض أبداً وتستطيع التحليق لمدة ثمانية أشهر متواصلة دون انقطاع فتقوم هذه الطيور بمهاجمة طائر الوقواق وتطرده من المدينة وتبعث الأمل في نفوس الذين ينتظرون في مدينة الدموع مُغردة أنَّ السعادة قادمة لطرد الآلام والأحزان كطرد طيور السمامة لطائر الوقواق ،،
كلمات وبقلم/ علاء فتحي همام ،،