الصنم بقلم صلاح محمد نانه/سورية

 الصنم


واقفة كصنم كأنها جذع منكسر

في عالم الأشباح بشكل مستتر

في غياهب قبر كجثمان منقبر

ألى متى سأبقى على حالة مندثر

يتأكلني صدأ من الأيام صار مختمر

يعربد فيني ظلاما كمريضا محتضر

سعيدة فقط أني بك أمامهم مفتخر

باسمة الشفاه عند سماع كلام معتذر

بهية القوام ، ما عرفت لما هو مزدهر

متى تصيرين كوابل هاطل منهمر

يسقي ، يروي بستانا و شجرا منتشر

متى يصير الحديد القاسي سائلا منصهر

الا تعين إن كبائر الأمور شيء منبهر

هجرة القلوب للقلوب شيء مستعر

هو أمر و كلانا عليه بكل أريحية مقتدر

أما سمعت يوما بقلب لاهثا منفطر

أما سمعت يوما عن قائدا خاسر مندحر

أما سمعت يوما عن قتيل بدمائه منغمر

أنسياب المشاعر آن آوانه ليكون منفجر

من الأخطاء الشائعة بقائها شيء منحسر

كيف لها و من لها و من عليها ، إني مصطبر

خائفة ، بائسة ، مرتعدة هكذا أنا لك معتبر

كل الأسباب و الحجج الواهية كنت بها منجبر

كل الوعود و الأكاذيب رضيت بها بشكل مبتكر

الزواية ، ما أبشع الزواية قد صرت بها منحصر

تكاد تطبق على أنفاسي و أكاد أن أكون منعصر

يا أمرأة إني لك مفتقر

يا أمرأة بك أنا مقتصر

يا أمرأة جعلت الوقت من رحم المعاناة منحدر

كل اللوم على نفسي فمرة أنا منشطر و مرة منتحر

كيف لي الفوز بكل الأجزاء و أكون بك رجل منتصر .


صلاح محمد نانه / سورية / حلب .

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال