اشتقتُ لبلدي
اشتقتُ لقريتي الصغيرة
اشتقتُ لطفولتي السعيدة
اشتقتُ لأهلي وخلاني
اشتقتُ لأبناء جيلي وإخوتي
اشتقتُ لريفنا الوديع
اشتقتُ لمنظر الأكواخ البديع
اشتقتُ للأنهار والسواقي
اشتقتُ للمرح مع رفاقي
اشتقتُ لأحلى سنوات عمري
اشتقتُ للخبز الدافئ واللبن الطازج
اشتقتُ لصوت صياح الديكة في الفجر
اشتقتُ لرؤية المزارع والحقول
اشتقتُ لأراضي بلدتي التي كنتُ فيها أصول وأجول
اشتقتُ لشربة ماء باردة من بئر الأجداد
اشتقتُ لثمار الحقل… الخوخ، واللوز، والمشمش
اشتقتُ لرائحة التربة، وإكليل الجبل، والزعتر
اشتقتُ لذكرياتي في كل شبر منكِ يا قريتي
اشتقتُ لعطر المسك يفوح من جدي
اشتقتُ لطيبة الجيران وحفاوة الأقارب
اشتقتُ لكرم الضيافة…
اشتقتُ للمحبّة النابعة من أهلي واللّطافة
اشتقتُ للنوم في العراء تحت ضوء القمر
اشتقتُ لحكايات جدّتي الممتعة، الخالية من الضجر
اشتقتُ للشعور بالأمان، وطرد الخوف والخطر
اشتقتُ لزمنٍ جميل، أبدًا لن أجد له مثيل
اشتقتُ لأيامٍ لن تتكرّر إلا في الأحلام
اشتقتُ لعُمري الذي أمضيته في هذه الربوع
اشتقتُ لضحكاتي بصوتٍ مسموع
اشتقتُ فعلًا لزمنٍ… العود إليه بات محال وممنوع.
بقلمي:
ذكريات من تونس 🇹🇳
إبنة الزمن الجميل ❤️