/مَوتُ الرُّجُولَة/
اِسْحَبْ جُيُوشَكَ وَاِرْحَلْ يا خالِدُ
فَنِساءُ عَصْــرِنا ما عادَتْ تَلِــدُ
كانَتْ تُنَجِّبُ مُرْهَــفًا وَسَنــانَةً
واليَوْمَ تُنْجِبُ تافِــــهًا مُتَــرَدِّدُ
كانَتْ تُرَبِّي فَارِسًا إِنْ صاحَ صاحَتْ
واليَـوْمَ تَرْضى بالذَّليــلِ وتَعْبُدُ
ماتَتْ خُطانا في الفَيافي حينَ كُنَّا
نَخْطُــو وَنَكْسِرُ أَنْفَ كُلِّ مَنْ يُهَدِّدِ
خَلَّيْتَ أَرْضَكَ كالمَوَاتِ بِلا دَمٍ
وَغَدَوْتَ تَصْرُخُ يا زَمانُ تَشَرَّدُوا
خَلْفَ الشِّعاراتِ الرَّخِيصَةِ هائِمٌ
لَيْسَ الحُسامُ وَلا العُلا ما تَقْصِدُ
فَاخْرُجْ كَمِثْلِ الغَيْرِ مِنْ أَرْضِ الرُّجُولَةِ
وَاكْتُبْ نِهايَتَــكَ الَّتي لا تُحْمَـدُ
كُنَّا نُساجِلُ في الوُغى أَشْباحَ دَهْرٍ
نَحْنُ الرُّجالُ إذا الرِّجالُ تَفَرَّدُوا
نَرْمي القُيودَ على الزَّمانِ ونَسْتَقي
مِنْ حَرْفِنا نَارَ الجَــحيمِ فنُوقِدُ
سَلْ بَابِلًا وسَلِ الحِجازَ وسَلْ رُبا
الشَّـامِ كيفَ صُفـــوفُنا تَتَسَيَّدُ
واليَومَ صِرْنا خَلْفَ شاشاتِ الهَوَى
نَبْكِي السُّيوفَ وَدَمْعُنا لا يُسْعِدُ
خانَتْنَا أنفــسُنا وَخانَتْنا الدُّنى
وبَكَيْنا مَجْــدًا بِأَيْـــدينا يُبَــدَّدُ
فَكَأَنَّنا وَهْمٌ تَجَسَّدَ في المَـدَى
نَحْنُ الهَوانُ إذا الحَقيقةُ تُجْحَدُ
بقلمي ✍️جمال بودرع (رجُلٌ مِنَ الزّمن الغابر)