....... قـلــق . شعر ماهر الخالدي
يا مسعف الكلمات أتعبني القلق
كــل الكــلام مـن التوتر قــد نفـق
قلـق تســلق ليلتــي متســـــللا
لـص التوتـر للسكينــــة قد ســرق
قلق على باب القصيدة قد طرق
يامارق الإحساس قلبي كيف رق
ويـدق اجــراس الكنائــس تائبا
كيف استطاع من الخطيئة ان يـدق
يبكي على صمت المسيح بقلبه
ماظل من فرط القساوة فيه رفق
وتراه مهموم الحكاية يرتجي
ليعـــود موســى بالنجاة يشق شـق
ويلوذ بالإحسان خلف محمد
لينـال بالإيمــــان غفـــــران وعتــق
ويعيش في كنف المآذن عابدا
والخـير مـن نور الطهارة قد شَرَق
ويسير في درب الكرام كحاتم
وينازع المسـكين في ســـد الرمـق
واذا تعلق بالمصــالح جــائعا
فتـراه في درب اللئـام قــد التحـق
وهو المتيم بالحيــاة وزهـرها
يتجــــرع الحرمـان من كأس الأرق
خانت معاني الصدق كل حروفه
لله در الصـــــادقين ومـــن صـــدق
هو هكذا الإنسان مخلوق قَلِق
كالطــيف بالاحلام دومـــا منطلــق
وتراه في عجز الوصول لحلمه
يدنو من الأوهــام يبحث عن طرق
ياجامع الأرزاق من كــد العرق
لن تجمع الأمــوال في كيـس خرق
لن يرتوي الضمآن من ملح المرق
لا يأكـل الخصمان من نفـس الطبق
يا نائما فــوق الضمير المحترق
اترك لجــام الليـل فالصبــح اختنق
ان كنت في عمق الجهالة تائها
فاطلـق عنـان الفكـــر تحمله الافق
منذ البداية في الحكاية انه
حمَـل الخطيـئة والتحاسـد وانطلق
النور في عهد الرسالات انطلق
والطهــر مـن بيت النبــوة قد سبـق
من ام عيسى بالطهارة اقبلت
تجني ثمـــار الخير من رب الفلـق
من ام موسى بالسلامة بشرت
قــد عــاد موسـى بالرسالة للفـرق
بالعدل من هابيل يرجى فضله
بالظلـم مــن قابيـــل للكفــر اعتنـق
ليرى غراب الغدر في اعماقة
بالجهــل والعصيان يقتل كل حـق
ويغوص في بحر الأماني حائرا
فتـذوب انفــاس التمنـي بالغـــرق
قل لابن آدم لن تنال من السبق
الا عطــــاء الله مـــن خــــيرٍ رزق
هو هكذا الانسان يصعب فهمه
حــرُّ الشـتاء وبرد صيــف يحترق
هو ذلك المخلوق يخفي ســره
لايعـــرف المخلــوق الا مـن خلــق
قلق تعلـــق بالقصيـــــدة كلــها
صــدرٌ وعجــزٌ بالقريحــة والنسق