لماذا تسقط أزهار الليمون بقلم الشاعر فتحي الصيادي

 لماذا تسقط أزهارُ الليمون؟

وتذبلُ، لا تُثمرُ، لا تُصان؟

رغمَ أنها تُسقى بعينِ الرِّضا،

ويُدارى جمالُها باهتمامٍ وأمان.

تتجذَّرُ في الأرضِ،

وتحيا على نبضِ المكان.


الناسُ كالثمرِ المُعلَّقِ بالأغصان،

منهم حُلوٌ،

منهم حامضُ المِزاجِ واللسان.

يميلُ حيثُ الريحُ تميل،

ولا يُعوَّلُ عليهِ في الأمان.


ابتعدْ عن حامضِ الطبعِ،

لا يُؤتمنُ على نارِ الشموع،

مزاجُه نفورٌ،

كأنَّه لا يثبتُ في حضنِ الدُّفُوع.

وما بنيتَ من حبٍّ،

يُبورُ في لحظةٍ كأنها نَزُوع.


لن تنالَ الثمرَ،

فالعصفُ قائم،

ويشهدُ القمرُ على الألمِ المقيم.

رغم ما مزجتَ من طِيبِ الكلام،

يبقى الطبعُ غالبًا،

تهُزُّه ريحُ الانتقام.


فعاشرْ مَن طبعُهُ مأمون،

عهدُهُ صادقٌ،

قلبُه سكونٌ،

فيه بهجةُ الحياةِ،

وفيه فرحُ القلبِ دونَ شجون.


لا تشغلْ عقلكَ بالمزاجِ المتقلِّب،

ولا تعرِّضْهُ لاهتزازاتِ الوجدان.

فكِّر، واخلعْ الأقنعة،

التي تبدو أشرعةً للخذلان.

وأبحرْ بسفينتكَ،

نحوَ برِّ الأمان.


بقلم: فتحي الصيادي


---

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال