قالت العربُ قديمًا
"مَن لم يُعشَقِ الخيلَ، ويتذوَّقِ الشعرَ، ففي عُروبتِه نَظَر!"
وأقولُ:
أُغرِمتُ بالخيلِ، وابتُلِيتُ بِهِيامِ
ألقاها فأرمي السَّلامَ بِوِئامِ
فتأسرُ قلبي دونَ سابقِ مَوعدٍ
كأنّي أسيرٌ في سُجونِ الغرامِ
لها سحرُ رؤيا يَفيضُ جَلالَةً
يُجبرني طوعًا على الاستِسلامِ
تُحادثني عَينًا وتَهمِسُ خِلسةً
فأُسلِمُ قلبي دون أيِّ كِتامِ
تألَّمتُ عشقًا، وقلبي تَشظَّى
وصارَ حُطامًا بينَ وهمٍ وضَرامِ
فعِشقُ الخيولِ لهُ حدَّانِ دومًا:
شفاءُ جَراحٍ... أو هلاكُ السَّلامِ
أراها، فيَغدو الزمانُ سَحابةً
وأغدو غريبًا في دُروبِ الكلامِ
تَجُرُّ خُطايَ إلى صَمتِ دُنيا
وتُغرقُ فكري في بُحورِ الغَرامِ
تُناديني بخُطاها دونَ وعدٍ
وتَخطُفني من بينِ أهلٍ وزَحامِ
كأنّي بها طفلٌ يُلاحقُ ظلَّها
ويَهوى انتِظارَ الخَطوِ خلفَ اللِّجامِ
تَملَّكتْ فكري بصَهيلٍ ساحرٍ
يُغنّي نشيدَ العِشقِ في الأنسَامِ
فلا كنتُ أُبصرُ من أُحادثُ حقًّا
وكلّي إليها شَوقُ عاشقٍ هامِ
وفي لحظةٍ... لا وَداعٍ، ولا رَجْعَةً
توارَتْ، فصرتُ حديثَ الأيّامِ
فيا ليتَ حُبَّ الخيلِ يُنسى كَغيرِه
ولكنّهُ سِحرٌ، وَوَجعُ اختِتامِ
بقلم: درّة الجزائر
عائشة أم أمين