مهرة العشق بقلم الكاتب الصحفي علاء الغريب

 ---

{مهرة العشق} 


واصِلِي عِنادَكِ 

يا مَهْرَةَ الرُّوحِ وزِيدِينِي

إنِّي بِهذَا أَعْشَقُكِ 

أَكْثَرَ وَأَكْثَرَصَدِّقِينِي

فَكُلَّمَا الْمَهْرَةُ بِصَهْوَتِهَا صَهَلَتْ

وَصَالَتْ

وَجَالَتْ

عَشِقْتُهَا قَبْلَ الْعَيْنِ رِمَالَ الْمَيَادِينِ

اِجْرِي يَا ضِيَاءَ فَجْرِي

وَيَا قِيثَارَةَ الْقَلْبِ وَالْوَتَرِ

دَاخِلَ حَدَائِقِ يَنَابِيعِ الرُّوحِ

كَجَرَيِ الدَّمِ فِي الشَّرَايِينِ 


...2

يَا مَهْرَةَ النَّارِ الْوَالِعَةِ

لَا تَكُونِي وَادِعَةً طَائِعَةً

فَالْمَهْرَةُ الْخَانِعَةُ

لَا تَخْطَفُ نَاظِرِي

وَلَا تُغْرِينِي

وَلَا تُوقِظُ مِنْ غَفْوَةِ الْقَلْبِ

جُنُونَ الْعِشْقِ الدَّفِينِ 


...3

يَا قَلْبِي الْخَفُوقَ

ثُورِي بِوَجْهِي وَتَحَدِّينِي 

كَثَوْرَةِ الْفَلَّاحِينَ

كُونِي السَّيْفَ الْمَمْشُوقَ 

فِي غَزْوَةِ الشَّوْقِ

وَحَطِّمِي بِسِنَانِهِ 

أَسْوَارَ الْقَلْبِ الْمَتِينِ 


...4

كُونِي اللَّظَى 

دَاخِلَ مِيدَانِ أَنْفَاسِي

وَاعْصِفِي عَصْفَ الْبَرَاكِينِ

كُونِي دَاخِلَ بَيَادِرِ الرُّوحِ

النَّارَ بِالْهَشِيمِ

وَكُلَّمَا بُعْدُكِ طَالَ

هُبِّي بِعَصْفِ عِشْقِكِ

وَكُونِي رِيحَ الشَّمَالِ

فِي شَهْرِ تِشْرِين

وَالفْحِينِي

كُونِي قَافِيَةَ شِعْرٍ

وَاخْطِينِي

وَمَعَ الْمُعَلَّقَاتِ اصْلُبِينِي

وَعَلِّقِينِي

وَفِي خَزَائِنِ عَقْلِي

كُونِي شَيْطَانَةَ فِكْرِي 

وَالْكُتُبِ

وَالْقَرَاطِيسِ

وَالدَّوَاوِينِ

وَفِي سَاعَاتِ كِتَابَاتِي

مُلْهَمَةَ حِكَايَاتِي

وَدَفْتَرَ ذِكْرَيَاتِي

وَكَفِّي الْيَمِينِ 


...5

كُونِي فِي سَهَرِي 

قَمَرِي

وَكَأْسَ خَمْرِي

وَجُنُونَ سُكْرِي

فِي سَاعَاتِ فَرَحِي

وَفِي سَوَادِ لَيْلِي الْحَزِينِ

وَفِي مَذْبَحِ عِشْقِي

كُونِي شُمُوعِي

وَدُمُوعِي

وَبَخُورَ الْقَرَابِينِ

كُونِي قَاتِلَةً مُحْتَرِفَةً

قَنَّاصَةً بِعَيْنٍ شَغُوفَةٍ

تَرْصُدُنِي وَتُلَاحِقُ عَنَاوِينِي

لِتَرْمِينِي 

أَوْ سَهْمَ عِشْقٍ 

مِنْ عَيْنٍ عَاشِقَةٍ

يَنْطَلِقُ كَالْبَرْقِ

لِيَخْتَرِقَ الْفُؤَادَ وَيُرْدِينِي 


...6

كُونِي كَالْعَصْمَاءِ

سَيِّدَةَ النِّسَاءِ

وَارِفَةً

جَبِينُهَا السَّمَاءُ

مُخْتَلِفَةً

صَاحِبَةَ حِكْمَةٍ

مُثَقَّفَةً

عَزِيزَةَ النَّفْسِ

مُتَعَفِّفَةً

شَفَّافَةً كَطُهْرِ الْمَاءِ

خُيَلَاءَ غَيْدَاءَ

إِنْ جَاءَكِ قَارُونُ 

بِخَزَائِنِ مَالِهِ وَذَهَبِهِ

وَمَا عَلَيْهِ وَمَا لَهُ

وَمَا يَمْلِكُ مِنْ حَيَاةٍ مُتْرَفَةٍ

اِصْرُخِي بِوَجْهِهِ

كَفَى

خَفِّفْ أَيُّهَا الرَّجُلُ وَانْصَرِفْ

كُلُّ مَا لَدَيْكَ لَا يُغْرِينِي

وَلَا يُسَاوِي مِنْ رَأْسِي شَعْرَةً

وَلَنْ أُعْطِيَكَ مِنِ اهْتِمَامِي ذَرَّةً 


الْمَرْأَةُ الْحُرَّةُ 

لَا تَجْذِبُهَا كُنُوزُ السَّلَاطِينِ 


...7

كُونِي عَلَى يَقِينٍ

وَخُذِي كَلَامِي عَلَى عِلَّتِهِ

الْخَيَّالُ يَا عِشْقِي

يُعْشِقُ أَنْفَاسَ أَصِيلَتِهِ

إِنْ كَانَتْ تُسَابِقُ السَّحَابَ

وَتُعَلِّي هَامَتَهُ بِعَلْيَائِهَا كُلَّ حِينٍ

وَالْمَهْرَةُ تَزْهُو وَتُعْشَقُ فَارِسَهَا

إِنْ كَانَ لَا يُخْذِلُهَا

وَإِنْ عَانَدَتْهُ

يُحَارِبُ مِنْ أَجْلِ مَهْرَتِهِ 

عُتَاهِيَةَ الشَّيَاطِينِ 


            • علاء الغريب / كاتب صحفي


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال