لا تُفصِحِ سرك للناسِ
لا تُفصِحِ السِّرَّ للناسِ الّذينَ مَضَوا
فَليسَ يَعرِفُ لَوعاتِ الهوى صَنَمُ
كَم ذا حَمَلتَ وجِيعًا في دُجى قَلَقٍ
وَالنَّاسُ لَا شَأنَ لَهم ما بهِ العَدَمُ
فَالقلبُ صَبرٌ، وَأَسرارٌ مُبعثَرَةٌ
تَخفى، وَتبقى بِصدرِ الصَّمتِ تَلتَحِمُ
مَا كُلُّ مَن ضَحِكَت أَفواهُهُ صَفَتْ
فِي الصَّدرِ لَهفَةُ حُزنٍ تَشتَعِلُ قِمَمُ
فَإِنْ نَشَرتَ خَفَايَا قَلبِكَ انكَسَرَتْ
أَجنِحَةُ الصَّبرِ وَالقُدسِيُّ مُلتَحِمُ
وَمَنْ تُسِرُّ لَهُ الأَسرارُ يَستَغِلُّهَا
يَزيدُ جُرحَكَ وَالأَوجاعُ تَنتَقِمُ
كَم خَابَ ظَنِّي بِمَن أَوْصَيتُهُ ثِقَتِي
فَسَارَ في زَيفِهِ وَالوَعدُ مُنْهَدِمُ
كَم قَدْ جَعَلْتُ قَلْبِيَ السَّاذِجَ جِسرَهُ
فَدَاسَني ظُلْمُهُ وَالحُبُّ مُنْفَطِمُ
لَا أَنحَني لِلأَسَى، فِي الجَرحِ قُوَّتُهُ
بِالنَّارِ يُبرَأُ جُرحٌ لَو سَكَتَ أَلَمُ
اِشْرَبْ دُمُوعَكَ وَاجعَلْ بَوحَها شَعَلاً
يُضِيءُ دَربَكَ وَالأَيَّامُ تَبتَسِمُ
فَالذِّئبُ يَلبَسُ ثَوبَ الرَّفقِ مُنتَهِكًا
وَالخَيرُ يُخفَى وَصَوتُ الحَقِّ مُحتَشِمُ
وَالمالُ زَيفٌ يَبيعُ الكُلَّ في سَفَهٍ
لَهُ تُقَدَّمُ أَيَّامٌ وَمَا نَدِمُوا
لَا مَلجَأَ اليومَ إِلَّا ظِلُّهُ وَهَبًا
نَرْجُو كَرَمْهُ وَفِي رَحمَاهُ نَعتَصِمُ
كُنْ فَيْلَسُوفًا، تَرَى الأَرْوَاحَ مُختَلِفَةً
تَسْعَى لِسِرٍّ… وَكُلُّ النَّاسِ مَنْسِيُّونَ في العَدَمُ
بقلم الشاعر رضا بوقفة شاعر الظل
وادي الكبريت
سوق أهراس
الجزائر