نص بقلم .د.عزام عبدالحميد

 الحياة الدنيا قصيرة ومتاعها زائل أما الحياة بعد الممات والعرض على الله عز وجل يوم القيامة هي الحياة الأبدية التي لا موت بعدها.


العاقل من يُسخر الحياة الدنيا الفانية من أجل الفوز بالنعيم في الحياة الأبدية الباقية.


العاقل من يُسخر نفسه في الدنيا للعمل بأوامر الله ورسوله حتى يفوز بالنعيم في الحياة الأبدية الباقية.


من أحب الله ورسوله وعباده الصالحين في الدنيا كان معهم في الجنة ونعيمها في الحياة الأبدية الباقية.


أخي المسلم أختي المسلمة: أحبوا من أحب الله ورسوله وعباده الصالحين فإن المسلم والمسلمة مع من أحب في الآخرة ، أحبوا الصالحين وتشبهوا بهم تكونوا في منازلهم في الجنة بسبب محبتهم ؛ روي الإمام البخاري من حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ السَّاعَةِ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟. قَالَ: وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟.قَالَ: لَا شَيْءَ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . 


فَقَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ. 


قَالَ أَنَسٌ : فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ.


 قَالَ أَنَسٌ : فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ .


وروي الإمام الترمذي وصححه من حديث صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ رضي الله عنه قَالَ:جَاءَ أَعْرَابِيٌّ جَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ ؟.


فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ .


عباد الله: تقربوا إلي الله بحب الوالدين الصالحين فإنكم معهم في الجنة في منازلهم العالية بمحبتكم إياهم ، قال الله عز وجل في سورة الطور: ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ  وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) .


قال أهل العلم: يُستفاد من الآية الكريمة أن الله سبحانه وتعالى يُكرم الآباء الصالحين الذين دخلوا الجنة في منازل عالية بأن يرفع لهم أبناءهم المؤمنين الذين دخلوا الجنة وفي منازل أقل منهم لكي يعيشوا معهم في جنة واحدة فيسعدوا كما كانوا يسعدون في الدنيا .


عباد الله: تقربوا إلي الله عزّ وجل بمحبة الأصدقاء الصالحين تنالوا شفاعتهم يوم الدين ، قال الله عز وجل في سورة الزخرف: ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ).


وفي هذا المعنى قال الإمام الشافعي رحمه الله: ـــ 


أُحِبُّ الصالِحينَ وَلَستُ مِنهُم ***** لَعَلّي أَن أَنالَ بِهِم شَفاعَه .


وَأَكرَهُ مَن تِجارَتُهُ المَعاصي ***** وَلَو كُنّا سَواءً في البِضاعَه .


اللهم ارزقنا حُبك وحُب من يُحبك وحُب القول والعمل الذي يُقربُنا إلي حُبك .


بقلم . د / عزام عبد الحميد أبو زيد فرحات.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال