عيني .بقلم الشاعر الراقي فتحي الصيادي

 ---


عينــي

بقلم: فتحي الصيادي


ما لكِ أيتها العين؟

دمعُكِ رخيصٌ يسيلُ بلا حِراب،

ولا فاجعةٍ، ولا مصاب،

تبكينَ هندامَ اليتيم،

وخيبةَ أرملةٍ تنوح،

ودمًا بين الناسِ مسفوح.


تبكينَ إنْ وقعَ ناظركِ

على شيخٍ كبيرٍ، مقطوع،

يكسبُ قوتَه

وظهرُه مكسور،

وقواه تخور،

وأملُه مقطوع،

وأجلُه قريب.


أخشاكِ في مسيري بالأسواق،

أنْ تريقِي دمعةً بالأشواق

على فقيرٍ محروم،

يسألُ، ويجول،

تبكينَ إنْ قصُرت يدُكِ

عن أن تمدّيها لخيركِ المأمول.


يبكيكِ مشهدٌ يحكي قصةً

لِلأَسَى والهمِّ لا يُحتمل،

وجوهُ الناسِ الخائبة،

وحسراتٌ في النفوسِ مخزونة،

تقضُّ مضاجعهم،

وتوقد فيكِ الحنين.


تبكينَ أحوالَ النساء،

ذواتِ البلاءِ

بأزواجٍ ظالمين،

يتمرّدون، طامعين.


كفاكِ يا عين،

كلُّ شيءٍ يُبكيكِ،

ودمعُكِ بائعٌ، لا يشتريكِ!

أيُّ قلبٍ حنونٍ فيكِ؟

بالرحمةِ، لا أحدَ يُجاريكِ،

صادقةُ المدامع،

بالدمعِ شوافع،

بحبِّ الخيرِ دوافع.


---

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال