(ابنةُ الحياة)
ما عُدتُ ابنةَ الحياة،
أصبحتُ ابنةَ البحر،
ألبسني رداءَه الأزرق،
سافرتُ مع موجه،
أخذتُ أحلامي معي،
وبضعُ أفكارٍ حنونة.
الموجُ كان يُراقصني،
تارةً أضحكُ بجنون،
وتارةً أُغرّد كالعصافير،
في عمقِ الروح
وُلدتُ من جديد.
ما عاد للوقتِ قيمة،
هنا،
رحلةُ فرحٍ،
أغوصُ بين الدقائق،
أنبعثُ من جديد،
أصبحتُ ابنةَ البحر.
يأتي النسيمُ مسرعًا،
يضعُ قبلاتِه،
يُعانقني ويتسللُ إلى أفكاري،
أُلاحقه، أعدو خلفه،
وكأنما طيفي تحوّلَ لسراب.
يأتي المساء،
أنظرُ للنجوم،
أرى وجهَك يغمرني بحنانه،
ألتقطُ أنفاسي من جديد.
هل علمَ الحبيبُ بمكاني؟
أخجل،
أبسطُ الزبدَ وشاحًا
أُخفي فيه شوقي،
وأعودُ من رحلةِ شرودي
لقوقعةِ أقلامي.
فأنا ابنةُ الحياة،
هذا قدري،
هذه أفكاري،
ارتحلتُ نحو عمقِ البحار،
تبللت أوراقي،
ناحت أعماقي،
اختفى حبري،
بكت قصائدي،
ولم يبقَ سوى صدى الليل
يُذكّرني بأنني
ابنةُ الحياة.
سهى زهرالدين