إذا لاح طيفك
أشعلت سجائري أنفثها
كعناقيد عنب
في الجوّ أرسمها
تلاحقك دوائر بيضاء
و أسراب خفافيش سوداء
تحلّق ساخرة في الأجواء
و تتلاشى كما يتلاشى طيفك
ترتحل نحو بلاد الغرباء
يمتلئ صدري بالآهات
كالرعد ، تخرج منه زفرات
كالكير ينفخ أطنان الغازات
و القلب يرتجف صريعا
بين المطرقة و السندان
هل يعقل أن يعشق إنسيّا
بلغ من العمر عِتيّا
تخطف لبّه إحدى الحسناوات
نجلاء مثل الرّيم ، فتاة
ترديه قتيلاً و رفاة
ترميه على قارعة النسيان
يسبح في بحر لُجّي
كسفينة تجري بلا ربّان
يغرق حبًّا و هيامًا
من أخمص قدميه إلى الأذنان
أنفاسه تختلج
يقطعها أعقاب سيجارة
تحرقه من الداخل ناره
ينفثها غبارًا و دخان
هل يعقل أن يعشق خمسونيّا
فتاة ليس لها عنوان
تعبث بأوتار مشاعره
تقترب منه في حين
و تبتعد عنه أحيان
تمرح هازئة و تبتسم
فيحترقُ وجد الولهان
✍️محمد آبو ياسين / تونس 🇹🇳