إذا لاح طيفك. بقلم الشاعر التونسي القدير محمد آبو ياسين

 إذا لاح طيفك

أشعلت سجائري أنفثها

كعناقيد عنب

 في الجوّ أرسمها 

تلاحقك دوائر بيضاء 

و أسراب خفافيش سوداء

 تحلّق ساخرة في الأجواء

و تتلاشى كما يتلاشى طيفك

 ترتحل نحو بلاد الغرباء

يمتلئ صدري بالآهات

كالرعد ، تخرج منه زفرات 

كالكير ينفخ أطنان الغازات 

و القلب يرتجف صريعا 

 بين المطرقة و السندان

هل يعقل أن يعشق إنسيّا

بلغ من العمر عِتيّا

تخطف لبّه إحدى الحسناوات 

نجلاء مثل الرّيم ، فتاة

ترديه قتيلاً و رفاة 

ترميه على قارعة النسيان

يسبح في بحر لُجّي 

كسفينة تجري بلا ربّان 

يغرق حبًّا و هيامًا 

من أخمص قدميه إلى الأذنان 

 أنفاسه تختلج 

يقطعها أعقاب سيجارة 

تحرقه من الداخل ناره

ينفثها غبارًا و دخان

هل يعقل أن يعشق خمسونيّا

فتاة ليس لها عنوان

تعبث بأوتار مشاعره

 تقترب منه في حين 

 و تبتعد عنه أحيان

تمرح هازئة و تبتسم

فيحترقُ وجد الولهان 

✍️محمد آبو ياسين / تونس 🇹🇳

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال