أتوقُ لعناقٍ
ألمُ العشقِ يذيبُ الروحَ و القلب
جلبَ عليَّ الهمَ والحزنَ والتعب
قسوةُ فراقكِ أثارتْ فيَّا الغضب
طالَ الغيابُ سئمتُ دونكِ العتب
كم ناجيتُ خالقي بلقاءٍ مرتقب
أبكاني الحنينُ إليكِ ، أنتِ السبب
شوقي لهيبٌ كالهشيمِ في الحطب
ناركِ أضرمتْ بفؤادي وزادَ اللهب
تلوعَ قلبي شوقاً حتى مني هرب
عودي حبيبتي باتَ قلبي مُغتَرِب
دونكِ في شتاتٍ و مزاجي انقلب
تناسيتِ السؤالَ كم في ذلك عجب
ما أضعتكِ لكنَ قلبكِ لم يستجب
ظلماً و إجحافاً العقلُ مني سُلب
سحابةُ عشقكِ أمطرتْ عليَّ الشهب
ما سألتني إلا و كنتُ لكِ استجب
هجرانكِ لروحي كلَّ المصائبِ جلب
أتوقُ لعناقٍ كالماضي وحبنا مستتب
كنتُ عندليباً في غرامكِ وبهِ معذب
كنتِ قصائدي و دواويني و الكتب
دونكِ هجرَ النومُ عيوني و الهدب
في هجرانكِ باتتْ دموعي تنسكب
عودي للحياةِ مرةٍ سأحملكِ للسحب
أما سئمتِ رقاداً تحتَ ترابٍ وعشب
ظالمٌ أنتَ أيها العشقُ لمغرمٍ محب
تحطمْ القلوبَ بفراقٍ غير مستحب
ناديتُ بشوقٍ وحبٍ عظيمٍ قد وجب
لكنْ أخترتِ درباً صعباً بلا ودٍ ذهب
غيابكِ أغرقني بالهمِ والحزنِ والكرب
أدعو كلَّ ليلةٍ أنْ يكونَ اللقاءُ أقترب
الشاعر الدكتور : جمال مصطفى ...!