القصيدة أنتِ
بقلمي عائشة_ساكري من_تونس
جويلية 2023
وما ذنبُ العنبِ
إن صارَ خمرًا؟
وما ذنبُ الحرفِ
إن سُكِرَ بنبضِك؟
يا زنبقةً من لهيبِ النارِ...
أوقدتِ في كياني
فتيلًا من ثلجِ الهوى
فكان بردًا... وسلامًا!
الألقُ يغازلُ لأجلكِ
أغاريدَ وحكايا،
ويهذّبُ الأوتارَ نغمًا
يرقّقُ اللحنَ شجيًا
ليتأنّقَ مبسمُكِ الثغريُّ
في ثنيّاتِ المرايا...
يوقدُ الشموعَ لمقدَمكِ،
ويُخاطبُ حفيفَ الغصونِ
أن تُصغيَ لأجراسِ القصيدِ
بمبسمكِ الثغريِّ...
الصباحُ لأجلكِ، يا فاتنتي،
يُطلقُ العنانَ للحداءِ،
ويفسحُ براحاتٍ لعطركِ المخمليِّ،
يستدعي سربَ الفراشاتِ
لتحطَّ برفقٍ على راحتيكِ...
يدعو شهرزادَ لتتلوَ
نشيدَكِ الملحميَّ،
فإذا رقَّ السَّمرُ
تجيءُ النجومُ زرافاتٍ
تُقبّلُ معصميكِ...
أدعوكِ، يا عطريَ الدائمَ،
أن تسبحي خلفَ حديقتي
المتراميةِ الجذورِ...
من عناقيدِ العنبِ المتدلّيةِ
ومن زهرِ الجلنارِ
الذي يوشّي خديكِ
بلونهِ الرمّانيِّ الفاني...
أنتِ القصيدةُ إذا تنفّستِ،
والنارُ إذا اكتستْ حريرًا،
والندى إذا لامسَ الحنينَ.