أبي. بقلم الشاعر سمير التبريزي الحفصاوي_تونس

 *أبي...


كبرت ومن شوقي اليك أبي

بدأت أحس أني أبي...!

وأني شبيهك وأني كمثلك...

بدأت الملامح تحاكي الملامح

وبعض الشيب والتجاعيد

ترسم فيا ما يشبه وجهك...

وحين أصلي وحين أناجي

وصوتي حين أنادي 

وأخطأ بين أسماء العيال

كما كنت تفعل حين تنادي

وأفعل فعلك...!

أصلي أتوب...كتوبك

واستغفر الله عن كل الذنوب

وكل الخطايا...

أناجي الله وابحث عنك

فيما تركت من مصاحف

في سبحتك... في سجادتك ...

وسؤالك حين الأذان

هل نبهك...؟

 وابحث عنك فيا وعند المرايا...

ووجه المرايا يعكس رسمك...

وبعض خلاني وبعض رفاقي

دعوني بإسمك...

فأصبحت سعيداً حينما أدعى... 

بإسم أبي ...

وقالو لي عندالنداء :

 يا 'التبريزي"...!يا التبريزي....!

انا ابنك أبي ...واسمك لي...

وشرف نسبك

وشرف ان أكون إبنك

وشرف لي ان أدعى

 بإسمك....

أنا بك أرفع رأسي...

أنت أبي ...

 ما أرفع شأنك...!

خذني أيها العمر...

الى تلك الدياروذاك الثرى

إلى العيثة موطني...!!!

وتلك الروابي وتلك المرابع

على ألقى فيها أبي...!

وطيفا سرى...

خذني بالله عليك...

فالله حسبي وحسبك...

خذني لمرج ندي...

لصبح هني

فاني من شوقي اليك

اخاف عليك أبي... 

وحشة في عتم الدجى...!

فاني من شوقي اليك غريبا

كصمت الغروب عند المسا

خذني لحضن أبي... وكفى...!

لما مات أبي...!!!!

عرفت كيف أكون غريبا...!

عرفت كيف أكون وحيدا...!

سكَنتُ قديم الجدار....

سألت الديار وكلمت نفسي

أقمتُ هناك طويلا لوحدي

مكثتُ أعيد لوحدي الحوارْ....

أنا الذي أحمل جينات أبي

وأحلم بالوهم بأني أصبحت أبي ..!!!؟

ويبدو لي...!!!!؟

لما حسبت لنفسي....!!!!

بعضَ التّقاسيم في الوجه...

و الحركات وبعض الدعابة..

وحين أنام بنفس الفراش...

وحين أصلي أحسب بأني اشبه ابي

لكن أبي كان جدا تقي...!

ليس كمثلي...!!!

يصلي الصلاة في وقتها

وكان لا يمل التلاوة...

وكان لا يأتي الفعل الدني...

تاكدت حتى الساعة اني لست أبي...!

برغم الملامح ورغم الجينات...

بالقطع أني لست أبي...

فجوهره صعب المنال...!!!!

صبورا أبي...

 وعند الأيمان كان جدا قوي...

ابي كان عفيفا لا يحب الحرام 

يكره الغيبة...

لا يطيل فيها الكلام...

فوعدا عليا أبي مادمت حيا

أسير ما استطعت على دربك

ولن تنقطع مني الأماني سيدي..

الا ليتني يوما...

 كنت مثل أبي....!


-سميربن التبريزي الحفصاوي-تونس

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال