لعشقكِ موحدُ
عشقكِ عبادةً و العيونُ معبد
ورحيقُ ثغركِ عسلٌ يسيلُ وشهد
حمرُ الوجنتينِ أسيلهُ الخد
العنقُ مرمرٌ و قبلاتي لهُ ود
نارنجُ نهديكِ و نبيذهُ محتد
قوامكِ رخامٌ و ممشوقٌ الجسد
قبلةُ شفتيكِ كُلَّ شواطئها مد
الجمالُ فريدٌ من لجمالكِ ند
أريدُ العناقَ و لا أريدُ الصد
حبكِ ناري و جنتي دونكِ الضد
جمالكِ لا ينضبُ و حسنكِ مغرِد
شلالُ شعركِ ليلٌ و عتمهُ أسود
و آلهةُ شعري نهدكِ المتمرد
عشقكِ قِبلتي بتُ لعشقكِ موحد
لستُ نبياً و لا راهباً يتعبد
إنْ صليبَ نهديكِ ذهبٌ و زمرد
أبنةُ عمرانُ يفوحُ عطركِ ورد
إني بعشقكِ أختُ هارونَ مشرد
وتحللي سفكَ دمي ، لسنا أنداد
ندكِ القمرُ و دونكِ الإلحاد
مسيحٌ للعِيسِ حاديهُ ذاتَ و شد
قاسياً خشبُ الصلبِ كلهُ حقد
يا أختَ العذراءِ جلُّكِ السعد
لكِ تموجُ الشمسُ في لهبٍ و سهد
عذراءٌ أنتِ كيفَ دونكِ الوجد
رُطَبٌ تساقطتْ زالَ عنكِ الجهد
وصالكِ أمنيتي دونهُ اللحد
كيفَ الوصالُ و أدميَّا الكَبِد
يغدُ الخريفُ معكِ ربيعاً يشد
و العتمُ نوراً يشعٌ منهُ القد
بحقِ من تكلمَ صبياً في المهد
عشقكِ لا دينَ لهُ ، ما لعشقكِ حدُد
إنَّ اعتناقَ هواكِ سحرٌ مرصود
معاً سيدتي نجتازُ كلَّ الحدود
و كهدهدِ سليمان ابنُ داوود
في الهوى كلنا عبيدٌ و جنود
قربكِ جنتي يا سيدة النجود
عشقي لشفاهكِ يهشمُ القيود
ذرفتُ دموعَ النوى و الجحود
فرحتنا اليومَ بلقاءٍ موعود
و غدى الكونُ بوجودكٍ منشود
و أنتِ أجملُ زهرةٍ في الوجود
بعدَ شقاءٍ أوفيتُ لكِ العهود
و مسكُ الختامِ بالوصلِ يجود
الشاعر الدكتور : جمال مصطفى ..!