#خاطرة :
"بين عصا الشيخ ورضاه"
ليت تلك الأيام الخوالي تعود...
أيامنا مع القرآن في الكتّاب، بين عصا الشيخ ورضاه،
ومع لوحة الحفظ الخشبية، وحبر الصمغ العربي للكتابة.
كنا نخط بأقلام القصب، بحبرٍ تقليديٍّ بسيط، صُنع من مزيج السُّخام — رماد الفحم — والماء، وقليلٍ من السكر ليزيد التماسك. نغمس القلم، فتتشكل به الحروف سوداء نقية، قبل أن تُمحى بحجر الطين استعدادًا لحفظ جديد.
كان القرآن ظلًّا فوق رؤوسنا، وكانت عصا الشيخ هيبةً لا عقابًا…
وكانت الدموع تنزل خوفًا حين يرفع عصاه، بينما الآخرون يخفون ضحكاتهم بأيديهم الصغيرة، فالدور آتٍ لا محالة…
وكان الحفظ المبارك ينبت في الصدور، كما تنبت البركة في الأرض الطيبة، فتؤتي أُكُلها خيرًا وفيرًا...
وكان الفهم سهلًا، لأن القلوب كانت أنقى، والنية أصفى.
وذاك التنافس الطفولي البريء…
من يُسرع ليعرض حفظه أولًا؟
ومن يحظى بابتسامة رضا من الشيخ، تلك التي كانت تساوي كنوز الدنيا؟
فيضع يده على كتفه، معلنًا رضاه!
نعم…
كانت الحياة بسيطة،
لكن في بساطتها سرّ الطمأنينة.
وفي قلوبنا آنذاك…
كانت المتعة تغمر كل شيء، والبسمة تعلو الوجوه.
لوحة الحفظ، وعصا الشيخ المباركة، كانتا ترسمان الطريق الصحيح للسعادة.
16/07/2025
شفاءالروح
الجزائر 🇩🇿