تأملات. بقلم الشاعر القدير فتحي الصيادي

 تأملات على شواطئ هادئة

بقلم: فتحي الصيادي


كنتُ أمشي

والسكونُ يخيمُ على المكان،

وتلازمني مع نفسي الأحزان.


وكانت الشمسُ تنحدر لمغيبها،

لتبدأَ الفراشاتُ تنامُ بقبولٍ لليلها،

وكلما أوغل الليلُ في أعماقه،

يزدادُ بريقُ النجوم،

ويعكسُ البحرُ ضوءَ القمر،

فتراه كأنّهُ للحياةِ قد افتقر.


وفي هذه اللحظة لا تُسمع

إلاّ ارتجاجاتُ الأمواجِ الهادئة،

ترجعُ بك الذاكرةُ إلى الوراء،

لتريكَ ما كانت تُضمرُهُ في الخفاء.


وهنا يبدأُ البلاء،

فهناك أحداثٌ تُسرك،

وأخرى تُضرك،

وتتأرجحُ بين هذا وذاك،

وتقضُّ مسيركَ الأشجان،

ويضيقُ بك المكان.


تتأسى على آمالٍ

ذهبت أدراجَ الرياح،

وما كان بيدك شيءٌ متاح.


وتبدأُ الدموعُ في عينيكَ تسيل،

وتتمنى لو معك خليل،

ولكن... كلّ شيءٍ انتهى،

ولا يمكنُ للماضي أن يعود،

وهذا هو سرّ الوجود.


وهناك أحداثٌ جميلة،

لم تكن الذكرى بها بخيلة،

تحرّك فيك الإحساس

لذكرياتٍ مضت،

تعيشها لحظات،

قد لا تمرّ... حتى الممات.


هكذا العمرُ يمضي،

وليس هناك من يحمي،

وتُغلقُ ذاكرةُ الماضي،

وتتأمّلُ مستقبلَ أيامك،

وترسم... وتخطّط،

والقدرُ يكتبُ ويقرّر،

هو وحده من يُحرّر...

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال