شجرة الدر. بقلم الشاعر القدير فتحي الصيادي

 شجرة الدر

بقلم: فتحي الصيادي


ماءٌ على الدربِ انسكبْ،

من قربةٍ تدلَّتْ بجبلٍ من مسد،

كانتْ تهفو على جملٍ،

يحملُ من شتّى المواد ما ثقل الحملْ.


فأرادتْ تربةٌ طالَ عطشُها،

ويئستْ من غيثٍ يُنقذُ ضماها،

فانبثقتْ لها العروق،

وبدأ الشوقُ فيها ينسجُ الخيوط.


فجادتْ بسخائها وعطائها،

وأعلنتْ عن ثمارِها،

شجرةٌ أظلّتْ بظلِّها،

وأطعمتْ من طيبِ ثمرِها.


فصارتْ كلُّ قافلةٍ تمرّ،

ترجو ظلالَها من وعثاءِ المسير،

بظلّها تهنأ وتستريح،

وتأنسُ بها الأرواحُ والقلوبُ الجريح.


أهوى قد كواه،

أو فراقٌ بقسوته أضناه،

تمرّ القوافلُ تلو القوافل،

وشجرةُ الدرِّ في عطائِها لا تَميل.


تكبرُ وتكبرْ،

ويفخرُ الناسُ بها حين تُذكر،

كلُّ من جلسَ بظلّها سُقي،

وبها اهتدى، وبفضلها ارتقى.


فادعوها شجرةَ الدر،

تأنسُ بها العيونُ إن مرّتْ بها،

وتحسنُ ضيافَتها إن اقتربتْ،

تفتحُ بهواها القلوب،

 وفي ظلّها تنتهي أتعابُ الدروب...


---

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال