ياغُزلانَ والوردِ المُنَثَّرِ في المدىٰ
عِطرُكِ الفوَّاحُ فاحَ بمِسكِهِ الجَوِّيَّا
سَكَبَ العِطرَ ارتواءً في الأملِ السَّنِي
أَنتِ سَكْنُ اللّيلِ، بَدرُ الوَجدِ والهَدِيَّا
في رُباكِ الصبحُ غنّى، يَسقِي الثَّرَىٰ
فَارتَوَتْ أوراقُ زَهرٍ خافِقٍ بالحُبِّ حَيَّا
ونسيمُ الفجرِ قد لاحَ ارتقاءً كالضِّيَا
يَلعَبُ الضَّوْءُ بضَفْرِ الحُسنِ فجْرِ الهُدَيَّا
فيكِ للحرفِ اشتياقٌ واشتغالٌ بالفِكَرْ
والنَّدى يُسقِي المعانِي سُكونَ المُنتهَىٰ
في يدي فنانةٍ سِحرُ الأناملِ قد بَدا
عَزَفَتْ لحنَ الوفاءِ العَذبِ صَدرَ النَّدَىٰ
عَلى أوتارِ عشقٍ خافقٍ بالعاطِفَا
ذابَ شوقي في كفوفِ الجَمالِ الصَّافِيَا
والمَدى يَسري بنورٍ إن تَنَفَّسَ بالحَنِي
كالغُيومِ البيضِ تُهدي للحُروفِ تَجَلِّيَا
وإذا الحُسنُ تَجلّى فيكِ يا أُنسَ الدُّنَىٰ
ذُبتُ شِعرًا في رُباكِ، ونبضي مُكتَفَيَّا
فاختمي يا أنشودةَ الحُسنِ المُنَىٰ
بِسُكونِ الحُبِّ في نبضي وفي مأوايَا
نسيم خطاطبه