“أيّتها الطيور… بلّغيه سلامي”
راسلتك كثيرًا وأنت بعيد،
كتبتك كثيرًا وقلبي وليد،
كتبتك وأنا على العهد الوحيد،
والشوق في صدري… نارٌ لا تبيد.
كلّ رسائلي كانت طيورًا
تفرّ من صدري خفيفة الجناح،
تحمل نبضي…
تحملني في الرياح.
كلماتي كانت ترفرف إليك،
تبحث عنك بين السحب… بين الفلك،
كأنّ قلبي أصبح وكرًا للطيور،
كأنّ مشاعري لا تعرف إلّا الدوران حولك.
كلّ الأحاسيس…
لهيب الشوق، وحنين السنين،
كلّ العواطف…
غادرتني في شكل رسائل عاشقة،
تحملها أسراب الحنين.
كنتُ، من لهفتي عليك، أوصيهم بك خيرًا،
كنتُ أستحلفهم…
أن يُعيدوا لي بعضًا من طمأنينتي،
بعضًا من عيناك.
لي ألف حكاية مع كلماتي ورسائلي،
لي ألف رواية مع مرسولي وسربه،
كنتُ أهمس لكل طائرٍ أن لا يخطئ العنوان،
أن يخبرك…
أنّي ما زلت أحبك رغم كلّ النسيان.
كنتُ أراقبهم وهم يغادرون الأفق،
كأنّهم يسرقونني معهم إلى حيث تكون،
كأنّي أُبعث معهم من جديد.
ففي بعدك اشتعلت نيران الفراق،
وفي غيابك أرسلت مع الطيور
كمًّا هائلًا من الأشواق.
وها أنا، ما زلت أنتظر…
بكلّ ما أوتيت من صبرٍ ووجع،
أن يحلّ يوم اللقاء،
أن أراك قادمًا…
تحمل لي السلام الذي أرسلته إليك.
✍️ ذكريات من تونس 🇹🇳
إبنة الزمن الجميل ❤️