ابجادية الحرب
يواصل العالم الفاسد انتهاك حقوق الإنسان، وتتزايد يومًا بعد يوم معاناة فلسطين من العالم الغربي وابن صهيون من ممارساتها القمعية وتجاوزاتها على اخواننا في غزة حيث لم يتركوا لهم مساحة و حرية الى العيش من حصار على كل مقومات الحياة . وهذا لا يحدث لأنها تمتلك القوة المطلقة أو لأنها لا تُقهر، بل لأن جزءًا كبيرًا من العالم والمجتمع العربي والاسلامي صامت ، سواء عن وعي أو جهل، أصبح شريكًا في هذا الظلم الحرب والابادة و الخراب.
فالفساد في الارض لا ينشأ فقط من الفعل بل من الصمت ، بل يتسلل إلى القاعدة، إلى المواطن العادي الذي يتجاهل الظلم ،ويبرر عنه بالضعف والبعد مع الصمت عن الظلم عندما لا يمسه مباشرة. وأحيانًا، يقوم بإعادة إنتاج هذا الظلم في محيطه الصغير، هي نفس العقول حين تتعلم الخوف تترك التفكير في البديل من الخوف وطرح الحقيقة و الخشية من سماع الجواب .
عندما تُنتهك حقوق الإنسان، يصبح التكيف مع القوي عادة مع الاوضاع المفروضة في البيئة، و تتسابق الانذال الى تملق والنفاق لا يتحمل الظلم وحده و المسؤولية بمفرده، بل يشترك معه أولئك الذين اعتادوا حب البقاء في سلطة وعلى حب الاستبداد أو الذين تعاملوا مع الانتهاكات كأنها جزء طبيعي من الحياة اليومية. وهكذا، يتحول الظلم و الطغيان إلى ثقافة، ويصبح الصمت خيانة، ويُعتبر التعايش مع الظلم الوجه الآخر ، هكذا ندتعيش لممارسته دون شعور او بدون شعور ، لا مبالات بالمقاومة ولا حتى معاناة شعب غزة ، اصبح الصمت عنها جريمة فكرية و عبئا لكل واحد شريف فوق هذا الارض ويعيش تحت السماء و يملك ضمير حي .
لقد استمدت السلطة العالم الفاسد قوتها من ضعف الوعي الجماعي، والخوف المستمر، والقبول الضمني بأن الكرامة ليست أولوية، وأن الحقوق يمكن التنازل عنها.، اضحى تقديس الى القوي تقديس مطلق دون تفكير او حتى البحث عن بديل ، هذا فكر جديد ينتشر في نفوس الجميع لا مقاومة لا رفض ، يصبح الذل والتطبيع امرا حتميا لكل ضعيف صار الضعف تعاني منه الشعوب بالحصار و ظلم العقوبات انها تبعية وبلاء يزداد كل يوم على الشعوب .
فإن معركة التحرر لا تقتصر على إسقاط الظلم فحسب، بل تشمل أيضًا تفكيك البنية الثقافية والاجتماعية التي تدعمه وتعيد إنتاجه مع الاجيال نحتاج الى فكر وتخطيط جديد يحمي مستقبل الاجيال من الذل والخنوع والعيش بكرامة
نحتاج مخلص ينقذ الامة من هذا الخوف ، لبدى من مساندة شعب فلسطين وبالاخص غزة وفتح لها طريق الى سلام و طريق الى تنفس مع الحرية .
علينا ان لا نستسلام الى ضغوطات وتبقى المقاومة جزء من تعبير عن الرفض و تحرير الوعي من قيود التطبيع نحن امة عظيمة تملاء الارض عدد و مساحة ، فلا للاستعباد لا للخنوع لا الى التبعية لا للخوف لا والف لا ، نستثمر الخرية وحق العيش نستثمر في الانسان صنع انسان جديد تنبت بداخله العزة و الكرامة بذاتها تكون انعاكسا قائم من مبادئه و اخلاقه لا يحتاج الى زرع من العالم الاخر المدمر لكل عقيدة و دين .
المقاومة تسير عكس التيار ، لأنهم يملكون الشجاعة الكافية ورؤية واضحة وقدرة على الرفض التطبيع مع الخنوع والانحناء الأوامر و الابتزاز السياسي ، على رغم من أخطائها التى سقطت فيها ، يرى العالم فيها خطراً كبيراً و جودي على سياساتهم التوسعية الاستعمارية تحت مسميات مختلفة و أقنعة مزيفة ، ينظرون على أن المقاومة تحمل روح الرفض التبعية والأفكار الجديدة المستوردة ، هذا هي الحقيقة الوحيدة الكاملة ، ما نراه اليوم هو حرب عن العقيدة الإسلامية وتاريخها حرب ضد ضمير الحي والهوية الوطنية والمقاومة، حرب من أجل إفراغ المواطن العربي من محتواه القديم .
هذا زمن الرداءة نسجن العلماء و نقتل الاحرار و نغتال أحلام الأطفال ، زمن يقص فيه الفكر والحوار يغير الحق من أجل تمكين سياسة الباطل و إلغاء الآخر وصناعة عبيد التطبيع في مفاصل الحكم والقرار زمن بيع المبادئ والأخلاق من أجل مكاسب دنيوية على حسب الشعوب و الوطن ، تبقى الأسئلة تطاردنا معلقا الى حين ، الى وقت زمن ليس بعيدا وتكتشف الحقائق من الحجب ، سنبقى في حيرة بين الوعي واللاوعي الى حين إعادة قراءة المشهد من جديد و تشكيل وعينا ، و توجيه بوصلة العقل وضبط إيقاع أرواحنا .
رجال أحرار صبروا فوق الصبر تستشهد على حق على مبدأ ولم تبيع ضمائرهم ، في نهاية المطاف كلنا سوف نرحل من هذا الدنيا إلى الآخرة والأسباب كثيرة ، لا تيأس أن تأخر ألحق و نصر وحكم الباطل بعض الوقت في الأرض فسادا وظلم العالم ، فالعدل لالهي لا يخطئ أبدأ وأن الله 🤲🙏 مع ألحق فلا تحزنوا ، اسماء وألقاب الشهداء والاحرار تكتب في رفوف التاريخ و الخونة والعملاء والمطبيعين الى مزبلة التاريخ، الحق يمنح بالوعي الضمير وليس بالقوانين واللوائح و قرارات الظالمين .
بقلم طواهري امحمد .