الأمومة بين الأمس واليوم♕♕♕
بقلمي أنا الشاعره والاديبه وسفيرة السلام الجزائرية عقلية بلقاسم بعبوش 🇩🇿
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
تعتبر الأم اللبنة الأساسية في بناء أسرة سعيدة لكونها منبع العطاء والحنان والأمان والحارس الدائم لأطفالها لأنها تلازمهم منذ ولادتهم، معهم خطوة بخطوة يكبرون أمام عينيها، لا تفارقهم فهي بالنسبة لهم الأم والمربية، والراعية، تعطي كلّ ما لديها من جهد من أجلهم، تحافظ عليهم، ترشدهم، توعيهم، تحذّرهم من أخطار الحياة التي تنتظرهم، فتجتهد في تربيتهم تربية صالحة، مبنيه على المبادئ الدينية، والمثالية والأخلاق الرفيعة، تربيهم على الاحترام، والتواضع، والرحمة، والإحسان، تشتدّ عليهم إذا رأت منهم تقصيرا في أداء صلاتهم، فالصلاة هي عماد الدين والتربية الصالحه لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، والبغي، فإذا تعود الطفل منذ الصغر على أداء صلاته في وقتها وحرصه على أدائها ينشأ فردا صالحا لأهله ولمجتمعه ويكون قدوة يقتدى به، وهكذا تكون الأم قد أدّت دورها على أكمل وجه، ولم يذهب تعبها وجهدها هباءا منثورا فهي تكرّس كلّ حياتها على حساب صحتها من أجل أولادها فهم ثمرة عمر كامل زرعتها لتحصد أجود الثمار وأحسنها، هذه أم الأمس التي صنعت جيلا صالحا لأهله ومجتمعه رغم قلة تعليمها وخبرتها بالحياة عكس بعض الأمهات في وقتنا الحالي التي عاصرت التقدم والتحضر والتكنلوجيا والتي أهملت دورها الأساسي في تربية أولادها وانشغالها عنهم بأمورها الشخصية فمنهن العاملات اللواتي يقضين معظم أوقاتهن في العمل مما تضطر أن تأتي بمربية لهم وتغفل تماما عنهم لأنها ترجع الى البيت متعبة ومنهن من يقضين الوقت في التسلية مع الاصدقاء والتسوق طوال اليوم، وهذا ما يؤثر سلبا على أولادهن ليجدوا أنفسهم دون حماية، ودون رعاية، وهذا ما يقلب حياتهم رأسا على عقب ويعيشون وكأنّهم أيتام وحيدين يخرجون إلى الشارع ليختلطوا بالمتشردين والاطفال السيئين وهنا تبدأ المشاكل فيتحول لمتشرد يعمل اي شيء يخطر بباله من تعاطي المخدرات وارتكاب الفواحش والمعاصي والجرائم والسرقه ليصبح خطرا على نفسه وعائلته وعلى مجتمعه ، هذا كلّه ناتج من إهمال والديه له وإحساسه بالحرمان والخوف مما يجعله مضطربا نفسيا فاقدا للأمان وحنان الأم لذا فمن واجب الأولياء أن يحافظوا على أولادهم ويحتظنوهم بالحنان فهم الأمان بالنسبة لهم وأمانة يسؤلون عنها أمام الله فكلّم راع وكلّ راع مسؤول عن رعيته، عليكم أيها الأباء أن تقوموا بمسؤوليتكم على أكمل وجه، وان لا تتبعوا شهوات الدنيا، وملاذها والتقليد الأعمى للدول الغربيه، فهم لا يتناسبون معنا في طريقة حياتهم، نحن مسلمون نتبع تعاليم ديننا الحنيف وتحكمنا مبادئ وقيم نعتز بها كثيرا فديننا دين أخلاق ورحمة وتعفف وحياء يحثنا على الابتعاد عن الفواحش والحرام وارتكاب المعاصي، وطاعة الله، والوالدين والهدى والخوف من الله والتقيد بسنن رسوله الكريم، الحياةفانية ومهما عاش الانسان سيموت يوما لا يترك وراءه سوى عمله وولد صالح يدعو له.