منْ؟ ومنْ؟
منْ؟ ومنْ؟ منْ يُجيبُ النداءْ؟
ومنْ يغفرُ الغدرَ والإثمَ، آنْ؟
ومنْ يمنحُ العفوَ عن ظالمٍ؟
تمادى، وأغرقَ أرضي الهوانْ؟
جِياعٌ نعيشُ، ولكنْ لنا
جُراحٌ تئنُّ.. بلا طُغيانْ
نُريدُ الحريّةَ.. لا لقمةً،
نُريدُ الكرامةَ في الأوطانْ
تشرَّدنا، سُجنّا، ذُقنا الأسى،
وجرَّعْتنا الحربُ كلَّ الهوانْ
رأينا المماتَ بألفِ أسى،
وما رقَّ قلبٌ، ولا كانَ حانْ
اغتُصِبنا، وأُهنّا، فهل يسمعون؟
وهل في المدى رفرفَ الغفرانْ؟
دماءٌ، دمارٌ، وطفلٌ قضى،
وأُمٌّ تُنادي بغيرِ لِسانْ
يقولون: "كُفّوا، كفى ما جرى،
تعالوا نفاوضْ، فقد حانَ آن
ولكنْ متى؟ بعدما أُحرقتْ،
جذورُ الحياةِ، وذلُّ الزمانْ؟
عن أيِّ سلامٍ، وعن أيِّ حَق؟
عن العدلِ في زمنِ الطغيانْ؟
عن الطفلِ يُقتلْ بلا ذنبِهِ،
وعن أمٍّ تندبُ في الأكفان؟
عن البيتِ صارَ ركامًا، ولا
مكانَ لدفنِ الصغارِ الحِسانْ؟
عنِ الأرضِ تُسلَبُ في غفلةٍ،
ويبقى السؤالُ بلا عنوانْ؟
منِ الآنَ يرجعُ حقَّ الضعيف؟
أملوكٌ خانوا، ولا يستحونْ؟
أضاعوا القضيّةَ بيعًا، ولم
يُراعوا دموعَ اليتامى، وكانْ...
كلامُ العروبةِ وهمٌ يُباع،
وتحتَ الشعاراتِ ماتَ الكيانْ
تساقطَ جيرانيَ في لحظةٍ،
ولم يبقَ إلا الضياعُ الجبانْ
هنا حيثُ ماتتْ نوافذُنا،
وحتى القبورُ غدتْ في العنانْ
فكيف تُبانونَ مجدًا وقد،
دفنتم شعوبًا بلا أكفانْ؟
ولكنْ، ورغمَ الجراحِ التي،
كأنفاسِ نارٍ، كطعنِ سنانْ،
سننهضُ.. من تحتِ هذا الردى،
ونبني الحياةَ على الإيمانْ
فأرضُ الجدودِ لنا عُهدةٌ،
وأرضُ النبيّينَ لا تُنسَيانْ
سنكسرُ قيدَ الأسى والضياع،
ونُرجعُ مجدَ الطفولةِ، آنْ
ستنجبُ أرحامُنا أشبالَها،
أشدّاءَ لا يرهبونَ الطغيانْ
لهمْ أنْ يلوّحَ راياتِهم،
ويكتبَ تاريخُهم في العيانْ
بأنْ صبروا، قاتلوا، صمدوا،
لأجلِ السلامِ، لأجلِ الأمانْ
لأجلِ الشهيدِ الذي ما غفا،
وسيفُ الرجاءِ على الشُّهُبانْ
بقلم نادية التومي