تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس

 تحليل وقراءة أدبية بقلم الشاعرة الأديبة غزلان حمدي من تونس 


قصيدة الشاعرة السورية صباح عبدالله الماغوط لوحة وجدانية مشبعة بالعذوبة والحنين، تنسجها بمفردات رقيقة تنبع من عمق الإحساس وصدق العاطفة. في هذا النص يتجلى صوت الأنثى الحالم، المترف بالشجن، وهي تخاطب معشوقاً يعلو في وجدانها مقام النور، فتنسكب كلماتها كجدول رقراق من العشق والخيال. تتفتح الصور الشعرية من قنديل الأحلام ومن بين النجمات، لتصوغ فضاءً طاهراً يفيض بالصفاء والضياء. فالصوت هنا ليس مجرد نداء، بل هو نبض الحياة، يحمل البهجة ويبدد الألم، كأنه دواء يشفي السقام، وموسيقى تراقص الورد في الربيع وتبعث الفرح في النفوس. في كل بيت نلمح لمسة من الجمال الأنثوي الذي يجمع بين الرقة والقوة، بين الأنوثة والسمو، حتى يغدو صمتها قانون السماء وصوتها أنغام الوجود. تزداد حرارة النص في نهايته حيث تمتزج لهفة اللقاء ببراءة السؤال، في حوار داخلي بين العاشقة وذاتها، بين التوق والحياء، بين اندفاع القلب وتردد العقل، فتصير الكتابة هنا وسيلة اعتراف وشوق في آنٍ واحد. لقد أبدعت الشاعرة صباح الماغوط في رسم مشهد شعري تتماوج فيه العاطفة كالموسيقى، وامتازت بصدق التعبير ورهافة الحس وبقدرتها على تحويل اللغة إلى نغم نابض بالحب والضوء، فكل التقدير والاحترام لها على هذا الإبداع العذب الذي يجسد جوهر الشعر الأنثوي الأصيل.


مع تحيات رئيس مجلس الادارة غزلان حمدي

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال