🌸 رحيق الضفائر
ضفيرةٌ رَونَقُها، وعُشْبٌ طَرِيٌّ،
يَتَمايلُ الفَرَحُ وجَمالُ ضَبْيِ.
طارَتْ حَمامةٌ، وضوءٌ خَفِيفٌ،
قِداحٌ فاحَ نَفحُ عِطرِهِ الشَّذِيِّ.
هي تُلاعِبُ سِحرَ الحياةِ بها،
فَيَرى كُلَّ بَهاءِ الحُسنِ السَّمِيِّ.
شَفّافةٌ كَبَحرِ المَشاعِرِ صَفْوٌ،
حُسنُها يُداعِبُ مَوجَهُ المُغرَمِ.
وَهَجُ قِنديلِها رِقّةٌ، ضَوؤُهُ بَهْجَةٌ،
يَفتَحُ لِلأمَلِ خُيوطَ السَّنَا.
لا تَأبَهْ لِما يُثارُ مِن جَمالِها،
ولا يَهُمُّها كَمْ عُيونَها تسبي
بينَ حَرْشِ عُشبٍ مَحظوظٍ،
تَرتَمِي أَميرةٌ كَالضَّبابِ البارِدِ.
مَيَّزَتْ، لَيْسَ كَعابِرِ الشَّوْقِ،
ولا ثارَها جَمالٌ ولا غَوِيٌّ.
رائِحَةُ هَواها حَياةُ النَّعيمِ،
كَأنَّ زِينَةَ خَدِّها مِنْ جَنِّيٍّ.
إنْ تبتَسِمْ، ضَحِكَ الفَسيحُ،
وغَنَّتِ العَصافيرُ والسَّمانِي.
بِها عُنفُوانٌ فاقَ الاشتِياقَ،
إلى رُؤياها عَصْفٌ مِنْ حَنَانِ.
أباحَ سِرَّ الرُّوحِ سَلوَاهُ،
بِرُؤياها الشِّفاءُ مِنَ الغُمَمِ.
مَهْلًا يا صَبْرُ، فَلَها مِنْ فِتَنِ
الطَّراوَةِ ما يُغري المُغْتَنِي.
الأستاذ
فراس ريسان سلمان العلي
العراق