قابيل وهابيل ...
قاعدة الحب الإخلاص
والغدر سقوط قناع رذيل
كنت تحسبه وجها حقيقيا
ليس له مثيل
من باع نفسه لوهم
وزعم أنه وجد البديل
كل شيء له تاريخ إنتهاء
صلوحية لا يزيد فتيل
عندما تتساقط الأقنعة
هي الصورة الباقية دليل
اللطيمة اللطيمة بداية
عصر إعلام التضليل
من ملك الطير الأبابيل
وحجارة من سجيل
ملك مصائر الناس يوما
وصار للحلم قاض بديل
يقسّم الرزق بالأهواء
ويزرع الخوف في التأويل
يعطي من شاء شهادة صدق
ويسقطها عن قلب نبيل
يا زمن الموازينِ المكسورة
والقبح في ثوب جميل
كيف صار الباطل قانونا
وصار للعدل باب ثقيل ؟
قابيل وهابيل ...
وما بينهما تاريخ عليل
يعاد تدويره كل قرن
بوجه جديد وختم أصيل
من دم سال على الأرض
فأنبت حقدا مستحيل
في مهد الخطيئة ولد الإنسان
وفي رحمها غذّي بالليل
ومنذ أن صاح القاتل باكيا
سجّل التاريخ تحت التأويل
باع أخاه بدرهم شهوة
واشترى وجهه بثمن بخيل
ورفع راية النصر زورا
فصفّق له الجهل بالعويل
كم من قابيل فينا اليوم
يلبس ثوب الواعظ النبيل
يتحدث عن الله صباحا
ويقتل الضمير عند الأصيل
يا هابيل يا رمز النقاء
لم تزل صرختك فينا تسيل
تبحث عن أرض تؤمن بالحب
لا بالسكين والدليل
ها هو الإعلام يصنع الآلهة
ويلبس الشيطان تاج الجميل
ومن قال لا يقصى وينفى
ومن سكت نال المقابل الجزيل
تعبت الأرض منّا
تعبت السماء من التأجيل
لكن العدالة لا تموت
وإن تأخرت ألف جيل
سنرى يوما قابيل ينهار
وينهض من دمه ألف هابيل
فالحقيقة مهما طال ليلها
تشرق في آخر الرحيل ...
بقلم : معز ماني . تونس .