ليتكِ غمامة
**********
كنتِ تزرعين الأزهارَ
وتميطين عن الدروب آثارَ البؤساءِ
كي لا تقتفي رائحتَهم الأفاعي!
في مدينتنا السمراء...
الجوعُ مساءً يتبعه الأنينُ،
وينام في حضن الظهيرة...
ذاك الكهلُ الضريرُ.
وليلًا تتكالب الغيومُ
على السقوف و النوافذ و الأبواب
رغم صرخاتِ أكواخِ الصفيحِ.
ونحن نسأل عن تلكم الأيام...
هل تعود من جديد؟
أم يطول بنا شغفُ السؤالِ!
أيها الحزنُ الذي طال مداه...
أما دَرَيْتَ بمَن قال:
ـ إنَّ المللَ من طولِ المقامِ!
يا مَن تزرعين الفرحَ آنذاك
وتميطين عن الدروبِ الأشواكَ
ليتنا ما افترقنا و ما اعترانا يباسُ
ليتكِ غمامة...
كي يُبلّلنا الإيناس...
حين تمطرين.
**********
محمد شداد 18/10/2025