الوهم الذيذ بقلم الأستاذ عبد الفتاح حمودة

 الوهم اللذيذ 

بقلم عبد الفتّاح حمودة

دعوني أقدّم أرقَّ تحيّاتي وأعطر أمنياتي لمن قدّمت لي المشاعر في زيفٍ متقن وخداعٍ محكم، ولكنها جعلتني أشعر بمذاق العاطفة في أعذب صورة، وكأنه شرابٌ لذيذ أجرّبه لأوّل مرة فيظلّ فمي محتفظًا بهذا المذاق لا يفارقه أبدًا.

تحيّة لتلك المرأة التي قامت بدورٍ في غاية الإبداع، كالممثلة التي نشاهدها فنعيش معها دورها وننسى أنّه مجرّد افتعال وأداء كاذب تتقاضى عليه أجرًا.

فلستُ الرجل الوحيد الذي رحّبت به ترحيبًا طيبًا وأدارت الهاتف على أغنيةٍ كأنها تنشدها لي: إنّها لم ولن تُحبّ غيري، وأنّي الرجل الوحيد في حياتها، وأن حياتها بدأت معي، وكأنها وُلدت في أول لقاء كان بيننا، وكأنها لم تعش الحياة من قبل... و... و...

وكنتُ معها بملء مشاعري، بل كم تضرّعتُ إلى الله أن تكون لي... لي أنا وليس لغيري.

ومرّت الأيام حتى وعيتُ أمرها وأيقنتُ أنّه الوهم الذي قدّمته في غلافٍ أبهرني شكله وخدعني مظهره.

نفس ما كانت تفعله معي رأيتها بأم عيني تفعله مع غيري، بل مع الكثير.

بقي لي الوهم أحتضنه بشدّة كالورد فأنزع عنه الشوك.

وأرجو المعذرة، فهذه هي المرّة الأولى، ولعلها الأخيرة، التي أعيش فيها تجربة العاطفة، فأذوقُ حلو العاطفة رغم مرارة المذاق.

مع تحياتى 

عبد الفتاح حموده

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال