قراءة نقدية بقلم الأستاذ محمود البقلوطي

  

محمود البقلوطي تتونس

قراءة في قصيدة انا لم اتغير للشاعرة التونسية


 عائشة ساكري


أمرأة ركبت صهوة الكلمات تتنفس عطر حروفها وتسافر في الخيال وترتق بها ثغرات الإنتظار التي اجتاحتها وسيطرت علي كينونة الذات هي طاعنة في الشوق أضناها الحنين قلبها يراقب ويترقب الغياب تتوق للحظة لقاء مع حبيب حاضر غائب ليغمرها بدفء أنفاسه ولمسات ترجع لها الروح وتبعث فيها الحياة فيزهر قلبها وتنتشي كل تفاصيل روحها.


قصيدة جميلة المبنى عميقة المعنى والدلالة كلماتها رقراقة شفيفة تنساب كالماء العذب تبلل بتلات القلب ولحاف الروح فاح عطر شذاها في متن قوافيها المكتضة بمسحة حب وحنين نابعين من دواخل الذات ولحاف الوجدان تلامس القلب فيخفق على وقع لحن الكلمات الممتلئة باحسيس الوجد والهيام فتفوح روائح الحب المعطرة بالبوح الجميل وترقص القوافي على انغام المعنى والدلالات..


وتفاعلا مع ما تحمله كلمات القصيدة من معنى ودلالة فلت:


(قلب اضناه الانتظار)


وجع سكن القلب والوتين


ألا تسمع الانين


أيها الحاضر الغائب منذ سنين؟


لقد  طال الانتظار


واشتد بي الشوق والحنين


قل لي بربك


 متى سيحصل اللقاء


لتطفئ ناري المشتعلة


بزخات حب تنثرها لتلل


شغاف القلب ولحاف الروح


فيزهراوينتشيا ويتخلصا


من الأوجاع والاه َالانبن


دام نورك وبهاء حضورك الإبداعي الجميل ودام براعك وبحر مدادك والق إبداعك الرفيع شاعرتنا المبدعة


القصيدة


**أنا، لم اتغيّر** 


  سأنتظرُكَ عندَ شطِّ البحرِ


  تحتَ زخّاتِ المطرْ


  أو على ذاكَ الرصيفِ البعيدِ


  أُضيءُ الطريقَ بمصباحِ قلبي


  فأنا تائهةٌ بلا رفيقٍ ولا أملٍ مستقرْ


  سأنتظرُكَ حيثُ نواصي الحنينِ


  لتُضمدَ جرحي النازفَ يا طوقَ الياسمينْ


  أيها الراحلُ منذُ زمنٍ طويلْ


  العودُ أحمدُ، والهجرُ وجعٌ ثقيلْ


  لعلّكَ في ليلٍ دامسٍ ترى نوري


  وتعودُ للحضنِ القريبِ، الأصيلْ


  غلبَني الشوقُ وملأني الأنينْ


  ما الذي جرى؟ أهي ليلةٌ باردةٌ؟


  أم أنّ الحنينَ إليكَ


  مسَّ قلبي فارتجفَ الوتينْ؟


  لا، بل هي رجفةُ شوقٍ عميقْ


  لامستْ شغافَ القلبِ الأسيرْ


  أنتظرُ أنفاسَكَ كي أقطفَ


  من روحِكَ رحيقَ الأيامِ والنورِ المنيرْ


  فكُنْ لي عطراً يُسكِنُ الأحلامَ


  ويُزهِرُ الفجرَ العَبيرْ


  كلُّ هذا من جفاءِ الخليلِ الذي


  أيقظَ بركاناً في داخلي وحريقْ


  أثلجَ الروحَ وتركَ في الجسدِ


  ندباتِ وجعٍ وحسراتٍ تضيقْ


  فإن عدتَ، سنطوي صفحة الألمِ


  وننقشُ من الحبِّ عهدًا يدومْ


  نروي ليالي الهوى من جديدٍ


  ونُشرقُ كالشمسِ في كلِّ يومْ.


  عائشة ساكري – تونس 21-9-2024

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال