بقلم الاستاذة الشاعرة سلوى مناعي

 حين تتألم الروح


يحدث أن يصمت العالم فجأة،

فتسمعين في داخلك صدى حزنٍ لا يريد أن يهدأ.

تحاولين أن تشرحي لنفسك ما الذي انكسر،

لكن الكلمات تضيع في الطرقات المظلمة للقلب.

الزمان جفّ، والحنين صار غريبًا عنك،

حتى المرايا لا تعرفك كما كانت تفعل.


تمشين في الدروب كمن يحمل غيمةً بلا مطر،

تبتسمين لتخفي ارتجافك،

وتقولين للريح: “خُذيني إلى حيث لا يؤلمني الضوء.”

النهار يناديك من بعيد:

“تعالي، فربما لا يزال في الأفق فجرٌ ينتظرك.”

لكنّك تهمسين:

“انا سلوة القلوب وبلسم الجراح

وقد أرهقني الانتظار،

كيف أعود إلى عمرٍ مضى؟”


تتمنين لو أن الصمت بيتك،

أن تنامي في ظلّه دون خوفٍ من فكرةٍ أو ذكرى.

تُقَلّبين الصور القديمة،

كأنك تلامسين بقايا زمنٍ لم يُكمل وعده.

تحدّثين نجمةً بعيدة،

تسألينها أن تبقى قليلًا لتؤنس وحدتك.

تكتبين من دموعك سطورًا لا يقرؤها أحد،

وتصنعين من وجعك حبرًا لحكايةٍ تخصّك وحدك.


وفي نهاية الحزن،

حين يضيق كل شيء إلا السماء،

ترفعين عينيك وتقولين:

“يا رب، أنت وحدك تعلم ما في الفؤاد.

امنحني صبرًا يليق بمن فقدت اتزانها ولم تفقد إيمانها.”


ثم تهدئين،

كأن نسمةً لمست قلبك برفق.

تضعين رأسك على وسادةٍ من صبر،

وتهمسين لنفسك في سلام:

“انا سلوة القلوب فالخير طريقي

والصبر وسادي.”


سلوى مناعي

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال