بقلم الأستاذ ايمن احمد خلف

 الكاريزما .و. الإستكبار  !!


وقفت كثيرا امام تلك الكلمات , فقررت الغوص في معناهما .

فوجدت ان الاستكبار ماليس الا صفة بغيضة وتندرج تحت مسمى ( فاقد الشيئ لا يعطيه ) .

لان الاستكبار يكون عادة في الشخصيات الضعيفة التى تفتقر الى الحكمة والخبرة .

وكلمة استكبار عبارة عن مجاهدة النفس للوصول الى العلو والسمو حتى ولو على حساب الاخرين .

وتحليلا للمعنى بصورة أوضح سنجد مثلا كلمة ( استنباط ) عباره عن مجاهدة النفس لقراءة أحداث مخفية داخل سياق حدث معين تحمل مفرداته اكثر من معنى .

أو كلمة ( إستنكار ) هو في الحقيقة لا ينكر أمرا بعينه ولكن يجاهد نفسه على إنكاره ليصل في النهاية الى نتائج ترضيه حتى ولو كانت غير حقيقية .

مرورا بكل هذه الامثلة وصولا لصفة الاستكبار .

والشخص الذي لديه هذه الصفة البغيضة يكون علي محورين مختلفين .

المحور الاول : ان يكون لديه شخصيه نفسيه تؤهله لذلك من عادات وصفات وثقافات موروثه بالاضافه على ذلك شعوره المستمر بانه افضل ممن حوله ويحب الظهور حتى ولو كان على حساب نفسه , حتى لو كلفه الامر لإطلاق الاكاذيب والشائعات .

المحور الثاني : هو شخص عادي جدا وربما أقل من العادي لا يمتلك آدنى مقاومات السمو والعلو , وفجأة تجد من حوله لاغراض معينه يزرعون ويبثون داخله روح الزعامة والقياديه .

هذا الشخص للوهلة الاولى يسأل نفسه بموضوعيه هل انا حقا افضل منهم ليجعلوني قائدا عليهم ؟

بالطبع هو مستنكر الأمر لأنه يعرف جيدا مقاومات نفسه , ولكن بعد ذلك ينتابه الكبر والغرور والزهو بنفسه ويقول فى قرارة نفسه من المؤكد أنهم على حق فهم يرون ما لدي من خبرات تؤهلني لذلك نعم فانا الأجدر بذلك والأحق بهذا 

ومن هنا تحدث الطامة الكبرى ويقع هذا الشخص في براثن الإستكبار وسريعا ينهار هذا الكيان الوهمي أمام عدم الخبرة والحكمة لتجده انسان متسلط لا يتقبل الرأي والرأي الاخر .


لكن الكاريزما ,,,

فلها عدة مقاومات على رأسها الحكمة والعقل وقياس كل الأمور بمنطق العقل والإدراك , مما يجعله إذا تكلم أنصت إليه الجميع .

فهو في الأساس لا يهتم بوصفه بين الناس مادام واثق من نفسه وواثق في قرارته , وهو أيضا إنسان يحب الإستماع جيدا للأخرين وقليل في كلامه لأنه مؤمن بأن كثرة الإستماع تزيده من الحكمة والخبرة .

هؤلاء الأشخاص قليلون جدا , لأن من يمتلك الكاريزما لابد وأن تتوافر لديه عدة عوامل تؤهله لذلك بداية من هيبته في الهيئة وتجد في حديثه المنطق بالاضافة الى المصداقية والشفافية .

هؤلاء الأشخاص هم فعلا أحق الناس بالقيادة والفصل بين أمور العامة من الناس .

وإذا عرضت عليهم الزعامة والقيادة يكونون متعففين عنها , وإن أرغموا عليها يعتبرون هذا نوع من التكليف وليس الفخر والتشريف .

وإذا طلبت منه نصيحة يضع نفسه مكانك بكل ظروفك النفسية والمجتمعية ليدرسها من كل الزوايا ليخرج لك النصيحة الملائمة لك , وإن لم يستطع يقول لك بكل مصداقية أنا لا أستطيع تقديم لك هذه النصيحة فهي أكبر من إمكانياتي .  

على عكس المتكبر يقدم لك النصائح حتى ولو كانت خاطئة زعما منه أنه أعلم منك لأنه لايحب أن يثبت جهله ،

ظنا منه أنه أعلم أهل الأرض .

............................................................................


للتكريمات فضلاً وليس أمراً وأشكركم لذلك

الاسم / أيمن أحمد خلف 

الصفه/ مدرب دولي تنمية بشرية

                                                     LIFE COACH 

البلد / مصر


A.A.KH

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال