الأستاذ الراقي الصحفيقراءة نقدية راقية الشاعر محمد الوداني

 قراءة نقدية بقلم الاستاذ الش


اعر الصحفي محمد الوداني لقصيدة "حيرة" لزينة الهمامي

 


سهام أصابت و تيني


فشراييني اليوم مبتورة


أمسيت بحلم وردي بديع


و أصبحت مضطربة مذعورة


كطفلة أبعدوها عن أمها


و تركوها في قلعة مهجورة


تساءلت في حيرة ماذا جرى


بملامح مرسومة في صورة


وكيف هوى صرح عتيق


و أصبح كما الاشلاء منثورة


أرسلت آلاف الرسائل دون رد


و لم أعي أن رسائلي محظورة


إستعنت بألف صديق 


و لم أدري أن ألسنتهم مبتورة


فلنضع النقاط على الحروف


لعلها تنتهي بقلبي الحيرة


بدمي و دمعي كتبت لك 


و هذه رسالتي والأخيرة

بقلمي زينة الهمامي تونس

......... 

العنوان "حيرة" يعكس بوضوح الحالة النفسية التي تسود القصيدة، مما يتيح للقارئ فهم السياق العام للقصيدة قبل القراءة الموضوع والمضمون

القصيدة تعبر عن مشاعر الحيرة والضياع بعد تجربة مؤلمة، تتضح من خلال الأوصاف والتشبيهات التي استخدمتها الشاعرة. القصيدة تبدأ بوصف سهام أصابت القلب، مما يرمز إلى جرح عميق أثر على الذات. تنقل الشاعرة قارئها من حلم وردي إلى حالة من الاضطراب والخوف، وكأنها طفلة تائهة في قلعة مهجورة، مما يعزز الشعور بالضياع والوحدة.


الصور الشعرية

تستخدم الشاعرة العديد من الصور الشعرية القوية:

- "سهام أصابت و تيني": يصف الإصابة العميقة والمؤلمة.

- "كطفلة أبعدوها عن أمها": صورة مؤثرة تعبر عن الحزن والعجز.

- "صرح عتيق كما الأشلاء منثورة": يرمز إلى الدمار والخراب بعد الانهيار.

 اللغة والأسلوب

اللغة في القصيدة بسيطة وواضحة، مما يتيح للقارئ التواصل مع المشاعر بشكل مباشر. الأسلوب يمتاز بالتشبيهات والاستعارات التي تضفي جمالاً على النص وتعزز التعبير عن الحيرة والضياع.


 البناء الشعري

القصيدة مبنية بأسلوب حر، دون تقيد بوزن معين، مما يعكس بشكل جيد حالة الفوضى والحيرة التي تعبر عنها الشاعرة. البيت الأخير يحمل رسالة واضحة للمتلقي، حيث تكتب الشاعرة بدمها ودمعها، مما يعكس الإخلاص والمعاناة.


 النهاية

النهاية تحمل قرارًا حاسمًا بوضع النقاط على الحروف وكتابة الرسالة الأخيرة، مما يعبر عن رغبة في وضع حد للحيرة والتوصل إلى حل، حتى لو كان مؤلمًا.

 التقييم العام

قصيدة "حيرة" لزينة الهمامي تتميز بصدق المشاعر وقوة التعبير. الشاعرة نجحت في نقل حالة الحيرة والضياع عبر صور شعرية قوية ولغة بسيطة ومباشرة. يمكن القول إن القصيدة تعبر عن تجربة إنسانية مؤلمة بأسلوب مؤثر وجميل. 


مع أجمل تحياتي الشاعر الأستاذ الصحفي محمد الوداني

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال