قراءة نقدية راقية الشاعر والصحفي محمد الوداني



 قراءة نقدية راقية للأستاذ الشاعر

 والصحفي محمد الوداني.


أنت

قلبي خُذْهُ

و اعبث

كما شئت العبث

شيّد له

في مدار الريح

بيتا

دَعْهُ صدرك

يفترش

و احفظ 

في ملاذ الشوق عشقا

منه يَرْتَشِفْ

فاض كأسي بانتظارك

كيف الآن نَخْتَلِفْ

في الجنون

ضاع عقلي

و انتهيت أَرْتَجِفْ

هذا عمري

صار نزفا

من وَقَارٍ و شَرَفْ

أيّ شمس ستذيب

ما بصدري من شَغَفْ

مَا بِقَيْدٍ...صِرْتُ حُرَّهْ

أَنْتَ عمري

أَنْتَ كُلِّي

أنت الآتي المُخْتَلِفْ

            حمدان بن الصغير 

            الميدة نابل تونس

 هذه القصيدة تحمل في طياتها مشاعر عميقة من الحب والشوق، وتعبر عن حالة عاطفية مكثفة من خلال استخدام لغة شعرية متقنة. لنلقِ نظرة نقدية على بعض جوانب هذه القصيدة:


1. العنوان والمقدمة:

   - يبدأ الشاعر بقوله "قلبي خُذْهُ و اعبث كما شئت العبث" مما يعكس استعدادًا تامًا للتضحية والتسليم الكامل في الحب. هذه البداية تُعد قوية ومؤثرة، وتجذب القارئ مباشرةً إلى عمق المشاعر التي يعبر عنها الشاعر.


2. الصورة الشعرية:

   - الشاعر يستخدم صورًا قوية ومعبرة مثل "في مدار الريح بيتا" و"دعْهُ صدرك يفترش" لتصوير العلاقة بين الحبيب والحبيبة. هذه الصور تضفي جمالية ورومانسية على النص، وتعزز من تأثيره العاطفي.


3. التكرار والتوازي:

   - تكرار كلمة "أنت" في العنوان وفي النص يعطي القصيدة إيقاعًا مميزًا ويعزز من قوة التعبير. التوازي بين الجمل مثل "فاض كأسي بانتظارك" و"أيّ شمس ستذيب ما بصدري من شغف" يضفي تماسكًا على النص ويجعل القراءة سلسة وممتعة.


4. المشاعر والصراع الداخلي:

   - الشاعر يعبر بوضوح عن الصراع الداخلي بين الحب والجنون، بين النزف من الوقار والشرف وبين الحرية من القيود. هذه التناقضات تضفي عمقًا على النص وتجعله أكثر تعقيدًا وثراءً من الناحية العاطفية.


5. الختام:

   - الخاتمة بعبارة "أنت عمري، أنت كلي، أنت الآتي المختلف" تمنح القصيدة طابعًا نهائيًا وحاسمًا، وتبرز مكانة الحبيب في حياة الشاعر. هذه الخاتمة تُعد تلخيصًا رائعًا لمشاعر الشاعر وتعزز من قوة النص.

 ملاحظات عامة:

- القصيدة تتسم بجمالية اللغة وقوة التعبير، وهي قادرة على إيصال مشاعر الشاعر بشكل مؤثر.

- بعض الأبيات قد تكون أقوى إذا تم تعديل الوزن أو القافية لتصبح أكثر انسجامًا مع بقية النص.

- من الممكن تحسين بعض الصور الشعرية لتكون أكثر وضوحًا وتأثيرًا. 

مع تحيات الشاعر والصحفي محمد الوداني .


في المجمل، القصيدة تُظهر موهبة الشاعر في التعبير عن مشاعره بصدق وقوة، وتُعد إضافة جميلة إلى الأدب العربي المعاصر.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال