ورودا لاتعرف اشكالها الاستاذ رضا بوقفة


 وُرُودًا لَا تُعْرَفُ اشْكَالَهَا


أَجْلِسُ تَحْتَ شَجَرَةٍ مَمْلُوءَةٍ بِالْأَشْوَاكِ كُلَّمَا حَرَّكَتْ الْأَيَّامُ أَغْصَانَهَا تَلْسَعُنِي أَشْوَاكُهَا كَأَنَّهَا لَسَعَاتٌ حَيَّةٌ أَوْ عَقْرَبٌ .

أَجْلِسُ أُحَدِّقُ سَاكِنًا حَائِرًا تَحْتَ ظِلَالِهَا أَخْتَلِسُ النَّظَرَ إِلَى نَدَى الصَّبَاحِ جَفَّ فَوْقَ الْوُرُودِ ، وَغِطَاءُ اللَّيْلِ أَضَاءَ تِلْكَ الشَّمَعَاتِ

وَصَهْبَاءُ أَنَارَتْ ذَاكَ الْعُنْقُودَ لِكَيْ تَحُطَّ عَلَيْهِ تِلْكَ الْفَرَاشَاتُ ، تَتَكَلَّمُ الْجُفُونُ وَتَصْمُتُ الْأَفْوَاهُ ، حِوَارٌ عَالِقٌ فِي النُّفُوسِ وَرِيشَتُهُ لَازَالَتْ تَقْطِرُ حُرُوفٌ فِي كَرَارِيسِ الْأَطْفَالِ ، خَرِيفُ الْعُمْرِ يَبْكِ ، وَرَبِيعُ الْأَيَّامِ يَذْبُلُ ، لَكِنَّ وَرْدَةً تَفَتَّحَتْ بَيْنَ الْأَشْوَاكِ لِكَيْ تُعْطِيَكَ دَوَاءَ ذَاكَ السَّقْمِ ، وَغَصْنٌ مَكْسُورٌ يَتَوَكَّأُ عَلَيْهِ قَلَمٌ لَايَزَالُ يَكْتُبُ أَجْمَلَ الْحُرُوفِ فِي بَسَاتِينِ الْكَلِمَاتِ .

فِي بَسَاتِينِهَا أَمَلٌ وَحُرِّيَّةٌ فِي ظِلَالِهَا نُورٌ شَمْعَةٌ فِي مُرُوجِهَا قَلَمٌ يَسْقَى وُرُودَهَا فِي أَلْوَانِهَا يَوْمَ يَعْشَقُهَا فِي بَاحَاتِهَا قَوْسُ قُزَحٍ يُزَيِّنُ جَوَانِبَهَا يَاوِيْحُ الْقَلْبِ الَّذِي يَعْشَقُهَا


بقلم الشاعر رضا بوقفة 

وادي الكبريت 

سوق أهراس 

الجزائر

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال