لم أكبر بعد
لا زلتُ طفلةً لم أنمو بعد،
لا زال طعم حليب أمي في فمي.
كاذبٌ هو جسدي وتاريخ ميلادي،
كاذبةٌ هي قامتي وملامحي الغليظة.
في الحقيقة، أنا لم أكبر بعد.
لا زلتُ بنفس الضعف والليونة،
ما زلتُ في حاجةٍ للطبطبة وحضن الأمومة.
ما زلتُ أعاني من نفس الاحتياج والنقص الطفولي،
ما زلتُ في أمسّ الحاجة للشعور بالأمان،
ما زلتُ في أشدّ الحاجة للعطف والحنان.
فعلاً، لم أكبر بعد.
بالأمس فقط كنتُ في المهد،
بالأمس فقط بدأتُ أحبو وأتعلم أولى الخطوات.
بالأمس فقط كان يوم فطامي،
بالأمس القريب كنتُ أتدرّب على الكلام،
بالأمس القريب التحقتُ بسُلّم الدراسة،
والبارحة فقط دخلتُ معترك الحياة.
غريبةٌ هي تركيبة بني البشر.
يسرع بنا قطار الزمن فنكبر في ملامحنا،
لكنّ العقل والقلب يتشبّثان بعهد الطفولة والصبا.
وهذا ما حدث معي... في تلك المحطة ما زلتُ واقفة.
ما زلتُ في حاجةٍ لضمةٍ وهدهدةٍ من أمي.
ما زلتُ في حاجةٍ لقهوةٍ وخبز أمي.
ما زلتُ أخاف الغرباء وأخجل من الأقرباء،
وأهرع إلى أمي مُجهشةً بالبكاء.
باختصار، ما زلتُ أشعر أنني طفلة.
بقلمي:
ذكريات _ من _ تونس 🇹🇳
ابنة _ الزمن _ الجميل ❤️